لقاء

لـ محمد الفيتوري، ، بواسطة منيره العبسي، في غير مُحدد

لقاء - محمد الفيتوري

لعلك ما زلت مثلي..
تعيشين في رعشة الليلة الخالدة
فقد كان ملء الفضاء عويل
وملء عواطفنا الجامدة..
وكان لقاء حزين..
حزين كأوجه أيامنا الراكدة..
عرفنا به كيف يبكي التراب
وترتعد الجثث الهامدة!
* * *
وحدقت في بوجه غريب
عميق الكآبة.. عاتي القلق.
رأيت عليه خمول الرماد.
وذل الأنين.. وحزن الغسق
فشردت عيني في كل وجه
وأطلقت روحي ملء الأفق
وألصقت فوق فمي بسمة..
كأنفاس مجمرة تحترق..
* * *
ورحت أغني
بأغنية ملوثة.. بدماء الخطايا..
ترددها صرخات السكارى
إذا طوفوا ببيوت البغايا
ورحت أجرجر خطوي بعيدا
لأخفي عن الذكريات أسايا..
لكي لا أراك..
لكي لا أرى الثلوج تغطي الحقول العرايا
* * *
لكي لا أرى جثة ميتة..
تطل بعينين نحو الحياة
بعينين عذبتاني طويلا
وعلمتا كبريائي الشكاه
بعينين كنت أرى فيهما
خضوع العبيد، وبطش الطغاه
وكنت إذا ما سئمت ترابي
حلقتا بي نحو الإله!
* * *
وغبت.. وغبت بقلب الزحام
زحام الطريق.. الطويل.. القديم
وكل الذي بين أجفاننا
سماء مكفنة بالغيوم
وكل الذي خلف أعماقنا
مقابر معشوشبات الهموم
وكل الذي سوف يبقى لنا
من العمر.. رعشة حب عظيم
© 2024 - موقع الشعر