ركعتان للعشق تحت شمسها - محمد الفيتوري

تتعاكس المرآة في شفق الغروب لديك
تنحت صورة حجرية لمدينة في الليل تبني
معبدا لغرائب الأسرار والفوضى
تزخرف تحت سقف الريح
أبهة ممزقة من الألوان
تلك الخيل سابحة على رقصاتها
الصدفية الملساء
تلك الجوقة الرملية العمياء
أقنعة مفرغة من الرؤيا
فلا تسكب دماءك في الحروف سدى
كما يتصنع الموتى من الشعراء!
***
قل لطقوس عصر العتمة أنطفئى
وللجيل الذي يتوسد التاريخ
كن لهبا إلهيا، وكن ذهبا
وللأبطال والشعراء والأشباه
قل للموت والفقراء:
-ثمة في الحياة إلاه
قل للعقم: تبقى الشمس خالدة
تشق طريقها الأبدية
فوق سواعد الأحياء والموتى
وتبقى موجة زرقاء تلطم صخرة الآباد
تبقى الروح والكلمات والأعياد
تبقى هامة في الجيل
ترفع كبرياء الجيل
فوق تهافت الأمثال والاضداد
تبقى أمة عربية رفعت مصاحفها..
على راحاتها
وتدفقت موجا من الأمجاد
تبقى رغم ما حشد الصليبي..
المعربد تحت رايته
وما أستقوى به الموتور والمأجور والجلاد
تبقى الأرض والأوتاد
تبقى فرحة الميلاد
تبقى في نسيج عيوننا
ونقوش أوجهنا
ولن دمائنا.. بغداد
يا بغداد:
"كان محمد العربي مسجونا
وراء مدافع الأسطول
والقدس الشريف هناك مصلوبا بغير يدين
كان السيف مدفونا إلى الرئتين
ثم شهرت سيفك فانحنى صنم
من الذهب الرخيص
وخر فوق الركبتين
الله يا بغداد حيث وقفت
لاصغرت مقامات الرجال
ولا الإرادة بين بين
الله أكبر برقه ملء العيون
ونارة في الراحتين
الله يا قدسية العتبات
يا إيقاع رايات الرشيد
وعطر أنفاس الحسين!
الرباط 1-6-1998
© 2024 - موقع الشعر