ركعتان للعشق - علي الشرقاوي

أقود الطريق الى النار
 
أصعد - في نشوة - عتبات التواريخ ،
 
أتبع صوت الاضاءة في عتمة الكون ،
 
قصف الرياح خيامي ، الجراح رغيفي
 
وقافلتي الانتشار .
 
يفاتحني الوقت بالموج ،
 
أصمت ، أرسل عيني الى الكوخ ،
 
رائحة البحر تقرأ عنوانها فوق صدري
 
( فاتحة في صلاتي الصعاليك ، هل يستطيع السلاطين قتلي ؟ )
 
تقاطعت والشجر الطفل.
 
أسقيته لبن الصحو ، صرت له العين،
 
صار دمائي التي يتحول فيها التوجه
 
( نائمة زهرة الماء ، والملح ينفث
 
في رئتيها السموم )
 
أنا شفة النار ، في الأبدية لي طرف
 
في جسدي القوم حبل من الشوق
 
يمتد في قسمات الصدى
 
( افتحوا صدر بغداد
 
كل البيوت افتحوها وكل الجباه )
 
ما استقبلتني الأهازيج
 
أين أبتسامات سكان بغداد ؟
 
أين الشموع التي أشعلتها اغاني الرفاق ؟
 
( جنود الخليفة يستجوبون
 
بطون الحوامل في أول الطلق )
 
استوطن العري في همسة النهر ، دجلة .
 
هذا الصغير الممدد في حافة الانهيارات والحزن
 
اغسل بالعري وجهي ، الحدود خيوط قميصي ،
 
والرعد بيتي وعشقي التحول ،
 
يا أيها الشجر الطفل هل تتفرس في الماء ؟
 
دجلة هذا الصغير الممدد يبكي حصىً
 
ويبكي الصغار
 
تفرست في النهر ، لا عشب ، لا طير
 
- أين يقيم نخيل العراق ؟
 
- تدوس عليه الخيول التي أنهكتها الحروب
 
- وأين مياه الخليج ؟
 
- مراكب تغزو ، مراكب تغتال رائحة العشق ،
 
- أين الرفاق ؟
 
- على الدرب ما مر يوم وليل السجون وحيد .
 
أكاتب كل الأقاليم.
 
أخرجها من سجون العناوين والانتكاسات
 
(قافلة النار .. هل يتأخر موعدنا في اللقاء السجون
 
عرفنا مواسمها والحريق ؟؟)
 
فتأتي التواقيع في ورقات العرائض ،
 
تأتي الجوابات مخطوطة بالدماء الشهيدة
 
( البصرة الآن في أزمة القحط )
 
والقصر لا يستطيع )
 
تبايعني بالتداخل في النار ،
 
ها خرقتي باليدين
 
أمزقها ، أستفز الصحاري الى النهر
 
أغوي التفجر ناحية الرأس
 
( جسدي مدّ إلى الشمس طريقاً في ضلوع المقبرة
 
فاستحمي بدمي يا شجرة. )
 
تقدمت ، شدوا عروقي الى آلة الصلب وثيقة قتلي أمامي
 
وفي ذيلها بصمات الخليفة
 
( حين يصير الخليفة ختماً
 
على ورقات النقود - الطوابع
 
كيف تصير البلاد ؟)
 
على الوجه أجلد ، في الرأس ،
 
هل تستحيل سياط الجنود
 
على جسدي موعداً للقيامة
 
أجلد ، تقطع كفاي
 
دجلة يضحك ،
 
تقطع رجلاي ، دجلة يرقص
 
تخلع عيناي، يخلع عن جانبيه المسافات ،
 
يمتد في رحم الأرض شوقاً .
 
تراكم موجاً
 
( غداً من رمادي يفيض الخليج )
 
أصلي على جثتي ركعتين الى العشق
 
هل تستحيل الصلاة جنون ؟
© 2024 - موقع الشعر