القناص يعترف للفريسة - محمد الفيتوري

عيني ورأسك والزناد
أنا الذي تتشكل الأعمار بين يديه.. تنقص أو تزاد..
أنا الذي يحييك أو يفينك..
مهما كنت.. أو من أنت؟
لا أعني بغير الموت
أنت فريستي
وأنا هو الرخ المحلق في سموات الرماد
بعثت من عصري لكي ألقاك
هذا أنت تقترب..
اقترب.. طفلاً.. عجوزاً.. كاهناً..
إني أريدك تحت منظاري..
ورأسك وردة حمراء، تدعوني لأشهد عرسها..
يا جثة الحي الذي سيكون منذ الآن جثة ميت قد كان..
لا لن تفلتي
وأنا بريء منك يا من لست أعرفه..
فلا تحقد علي
وأنت ترقص في دمائك
لست إلا قاتلاًَ متعاقداً بالأجر..
اقتل، وهو يدفع، ثم أقتل..
غاسلاً كفي منك..
ومن دماء القادم المجهول بعدك..
والذي سيجيء حيث يسود مجد الموت.. مجد البندقية.
إني مجرد آلة خرساء..
أما القاتل الفعلي، فهو وراء شرفته..
يراقبني
ويضحك..
ثم يومئ للضحية!
الكلمات الأخيرة
بيروت تشهق بالقذائف والقنابل
بيروت تحلم بالخرائب والزلازل
فهناك مجلود وجلاد
ومقتول وقاتل
وبنادق خانت..
وأخرى عن مواقعها تقاتل.
بيروت 1975
© 2024 - موقع الشعر