ترنمية للحب والأرض - محمد الفيتوري

صل من أجلها..
وارتبك لحظة في تصاوير سقف المدينة
إنك في مجد معشوقة هي تحت سماء الألوهية
السيف، والرأس، والمعمدان
وهي ختم خوابي الرحيق
التي عتقت من قديم الزمان
وهي بدء اغتراب المشاعل
والحالمين على الأرض..
معشوقة سكنت في شرايينها شمس لبنان
واختال في روحها عطر لبنان
***
صل من أجلها
صل إن الطيور المدينة تنفر أقفاصها
وحصاد البيادر كان حصاد العذاب
واكسر الراحتين على نقطة من دم
علقت بالرداء المقدس
في خجل واضطراب
إنها الروح تسترجع الآن ميراثها
الآن تنهض مطعونة في مقاتلها
صور الكائنات البريئة
والضائعون خلال الضباب
يجيئون عبر جسور الضباب
***
شدما ذبلت زهرة العمر
في حين لم يحصد الحاصدون من الحرب
إلا الخراب
عبثاً سقطت من أصابعهم هذه الأرض
مذ أغلق الشعب من دونهم بايه
سقطت مثل زيتونة من أصابعهم
هذه الأرض
والنخل ظل يمشط أغصانه تائهاً
والنسيم الحريري يرشق وردته
في بلاط السكوت
والذبيحة مشدودة في موائدهم
دم تلك الذبيحة كان يقاتلهم وحده
كان جيشاً يحاصر جلاد بيروت
منتقماً.. ويقرر أن لا يموت
***
صل من أجل لبنان
من أجل كفين مصلوبتين على خشب الأرز
شاهقتين بأعلى الجبال
صل من أجل عينين زنبقتين
تحجرتا.. وتحجر فوقهما كبرياء الجمال
صل للحزن، يضفر تاج البراءة
فوق جباه المحبين
صل للجرح في وطن الجرح
يكبر يوماً فيوماً..
ويسطع مستصرخاً كل حين
بيروت 1984
© 2024 - موقع الشعر