بعض الموت مجد الأرض - محمد الفيتوري

عند انطباق القوس تستبدل روما وجهها المخطوف
روما المدن الوحشية الملساء
ذات المقعد الرملي
لا أروع من مكنسية فضية
تنثر برقها على تداخلات الصيف والشتاء
***
ثمة بلياتشو سجين في الطباشير
ومقتول يغطى رأسه الثلجي بالشمس..
وفي التلة داب الزمن القطبي
يستدفئ في معطفه المبتل
ما أقسى عيون الوطن المحتل
خيل وصقور في الدهاليز
وأشباح طواحين على الأفق
هي الوحشية لا تدفئها الوحشة
من يمتد في صيرورة الآخر
-مات الملك السادس
قالت شهقة الراهبة العذراء
-مات الملك السادس
وانهارت على المذبح
واحتج الملوك الحائطئون الذين انتظروا منذ سنين
شهروا أسيافهم فوق التوابيت..
أضاءوا فلك التنبؤات..
انهمرت أمطارهم في طرقات المدن الرثة
قال الملك الأصفر:
-ها قد ذهب الحامل في الأرض صليب الذهب الأكبر
قال الملك الأسود:
-إكليل من الورد، وقبض الريح
قال الملك الأزرق:
-بعض الموت، مجد الأرض
بعض المجد موت الله
قال الرجل الأخرس:
-هذا الكرنفال البابوي الضخم،
أولى بملوك في التصاوير، وفي عصري
حيث الخاتم الأعظم في الإصبع، والإصبع في الخاتم..
أزهار بساتيني على أجسادهم
فوق الجياد السود
لا أجمل من أعناقهم فوق جياد العربات السود..
واستلقى على ضحكته، ثم أفاق الرجل الأخرس:
-مات الملك السادس
2
لا زيتونة الرب، ولا نرجسة الشيطان
هذا هو أنت!
انعكس الطائر والثعبان في روحك..
هذا هو أنت!
روما 1980
© 2024 - موقع الشعر