يرسم الشعراء الطبيعة قبلها، - قاسم حداد

يرسم الشعراء الطبيعة قبلها،
 
و يبتكرون ،
 
ويبنون كوخاً يغادره ثلة من الأشقياء.
 
يغنون حيناً ،
 
ويفتتحون طريقاً لكي يأخذ الماء شكل النهر .
 
يبثون في الطين ذاكرةً للشجر
 
ويكتشف الطير ألوانه من كلام القصائد
 
يختار أسماءه النادره.
 
عندما يخرج الشعراء من النوم
 
يبدأ الفتية الأشقياء انتهاكاتهم
 
يعبثون قليلاً،
 
ويدافعون ، كأن الطبيعة تنتابهم ،
 
يعصفون ويصاعقون
 
وتأخذ أطرافهم في النحول كأن الفصول
 
ستبدأ تواً ، كأن الطفولة
 
تنتخب الشكل في بغتةٍ ،
 
والعيون
 
تحملق مأخوذةً بارتجال الطبيعة.
 
والفتية العابثون يؤدون أخطاءهم جوقةً جوقةً
 
كاحتدام القصائد في بهجة الوقت .
 
و الكائنات تفض الهدايا
 
وتأخذ صورتها الفاتنه
 
كأن السنه
 
تؤسس للخلق، والناس مذهولة البدء
 
تلثم ثلجاً شفيفاً يزين مرآتها كي ترى ،
 
ما الذي يفعل الشعراء لأحلامنا الواهنه .
 
يعبث الشعر بالنثر
 
ويرتكب الفتية الأشقياء الجرائر مغفورةً
 
مثلما يخدش الطفل نهداً ويبكي عليه ،
 
مثلما يكسر النص صورته
 
فتنهال تفاحة الحب
 
تستغرق المرأة في عاشقٍ ضائعٍ .
 
مثلما يفضح الذئب أسطورةً في القميص المدمى
 
ويعترف الأخوة الأبرياء
 
فتعفو الطبيعة عن خالقٍ عابثٍ ،
 
وتصلي إليه
© 2024 - موقع الشعر