القيود الغالية - فدوى طوقان

أضيق، اضيق بأغلال حبي
فأمضي وتمضي معي ثورتي
أحاول تحطيم تلك القيود
ويمضي خيالي
فيخلق لي عنك قصة غدر
لكيما أبرّر عنك انفصالي
وأقصيك عني بعيداً بعيد
لعليّ أعانق حريتي
وأقطع ما بيننا
غير أني
أحس إذا ما انفصلنا
كأني
لفظت وراء حدود الوجود
ويثقل قلبي
وتنقص روحي
وتصبح مبتورة رازحة
وأكره أهلي
وأكره نفسي
وتعري الحياة وتمسي
قفاراً بغير جمال
بغير ظلال
ويصبح عيشي بغير مذاق
فلا طعم، لا لون، لا رائحه
ويسألني عنك قلبي
ويصرح في ألم في احتراق:
لماذا جننت فأقصيته؟
لماذا؟
لماذا؟
تراه يعود
وحين تعود
يعود الوجود
يمد ذراعين مفتوحتين
إليَّ، ويصبح قلبي خفيفاً
يغني كطير سعيدٍ
بنى عشه في ربى الجنة
وروحي التي بُترت يا حبيبي
تُرد بقيتها الضائعة
إليها،
وتخصب حولي الحياه
وتبدو ملونة رائعه
وأمضي وتمضي معي فرحتي
أعانق فيك عبوديتي
وأحضن أحضن تلك القيود
حبيبي بما بيننا من عهود
بضحكة عينيك
إذ أنا ضقت بأغلال حبي
وثرت عليها وثرت عليك
فلا تعطني أنت حريتي
فقلبي قلب امرأة
من الشرق... يعشق حتى الفناء
ويؤمن في حبه بالقيود
© 2024 - موقع الشعر