ضباب القيود - حسن شرف المرتضى

تشرّبتُ موتي في أحاسيس شاعرِ
وأسكنتُ عمري في زوايا المقابرِ

وروّضتُ يأسي مثل صلصالِ طفلةٍ
لها دُمية الوهمِ الذي في دفاتري

وخطُ ترانيمي على سِفْرِ مسْمعِ
البعيدِ الذي يأتي بحزنِ المُسافرِ

***
تعاويذُ قلبِ الموجِ تهذي بنكستي

وتبكي الأغاني في ضفافي بَواخِري
حلبتُ مساماتي، خلايا هواجسي

لها الحلمُ عرّافٌ بلا ثوبِ ساحرِ
فزوّجتُ ماءَ الّتيهِ قضبانَ أضلعِ

الطّموحِ شُهُودي نارُ قلبِ التآمرِ
***

إلامَ العيونُ الحمرُ تُدمي قرارتي
تُحاصرُ إيمائي صفائي تشاجُري

وأدري بأنّي الآنَ وحدي مقيّدٌ
وقيدي ضبابٌ يا بداياتِ آخري

لينقضّ حُزن الأرضِ فوقي وأدمعِ
الجُروحِ تُناغي قهقهاتِ المجامرِ

***
وُتبدي انتصارَ الحزنِ والحزنُ مُبتدا

بلا خبرٍ في كلّ تقريرِ عاقرِ
وتقذفُ في بئري ترانيمَ ثورتي

وُتبدلُ بركاني إلى ثلجِ ثائرِ
لأعشوَ ناري ثم أُخفي توجعَ

الحنينِ فؤادي صارَ جمرَ المباخرِ
***

أواري تفاصيلي وتوقيعَ آهتي
وأروي لأذنِ النجّم توصيفَ قابري

أنا الآنَ غيري في انتسابي لوحدتي
معي سوف أمضي بي إلى قلبِ آخرِ

وأصلبُ جسمَ الوهمِ فوقَ التوقعِ
المهيبِ وظلُ البوحِ أجدى منَابري

***
فترجمتُ حزنَ الشّمسِ إذ غابَ ضوؤها

لينشرها ضوءًا على كل ناشرِ
فتُحكى شجوني في كتابات هجعتي

وذّيلتُ في التّوقيعِ حُزني كشاعرِ
© 2024 - موقع الشعر