في ضباب التأمل - فدوى طوقان

في ليلة مجنونة الاعصار، ثائره مثيره
تتراقص الآشباح فيها خلف نافذتي الصغيره

ألقيت فوق وسادتي الام روح مثقل
مصدومة الامال أسبح في ضباب تأملي

ومضيت شاردة أقلب
في الظلام كتاب عمري

صور، واطياف كثيبات، تلون كل سطر
فهنا خيال شاحب لم ترحم الدنيا ذبوله

هذا خيال طفولة لم تدر
ما مرح الطفوله

وهنا صبأ عضت عليه قيود سجن واضطهاد
بال، ذوت ايامه خلف انطواء وانفراد..

وهنا شباب ما يزال يجوس قفرا بعد قفز
متحرق أبدا الى شئ..الى ما لست أدري..

تغذوه نيران الحياة لظى، فيلتهب التهابا
ويهيم فوق دخانها متعطشا يقفو السرايا

أحلامه الحيرى معلقة
بأفلاك الغيوم

ستظل أحلاما عطاشى، تائهات في السديم
وهناك عن قمم النزوع، هناك عن قمم الطموح

دنيا منى، وبروج امال تهاوت للسفوح..
وتململت بقفار قلبي، في فراغ توحدي

نفس تسائل نفسها في حيرة وتردد:
لم جئت للدنيا أجبت لغاية هي فوق ظني

املآت في الدنيا فراغا خافيا في الغيب عني
أيحس هذا الكون نقصا حينما أخلي مكاني

وأروح لم أخلف ورائي فيه جزءا من كياني
إن كان غيري في وجودهم امتداد للوجود

صور ستبقى منهم يحيون فيها من جديد..
فأنا سأمضي، لم أصب هدفا ولا حققت غايه

عمر نهايته خواء فارغ.. مثل البدايه
هذي حياتي، فيم أحياها وما معنى حياتي

© 2024 - موقع الشعر