إِضَاءَات

لـ فاضل سفّان، ، بواسطة فاضل سفّان، في غير مُحدد

إِضَاءَات - فاضل سفّان

إِضَاءَات
الهارب
أنا تَوأمُ الكِبْرِ أمضي وحيداً
وأرسو على كَومةٍ من ترابْ
فلا ترجمينا إذا ما نَزَحْنا
عن الدرْبِ في صَحْوةٍ من غيابْ
تُعاندُنا الريحُ أنّى سلكْنا
وترمي بنا دمعةً في السحابْ
كذا حين يَستَنْسِرُ الأرذَلونَ
تموتُ الأماني ويفنى الشبابْ
الحارس
حملْتُ في اليمين دمعةَ الفراتْ
وشِلْتُ في الشِّمالِ قامةَ الغَرَبْ
سئمتُ أن أكون حارسَ النعيمْ
ويسرقُ اللصوصُ مِنْ رِمالِنا الذهبْ
لكي نظلَّ في غَيابَةِ الشَتات
نُضاجِعُ الهمومَ والسُهادَ والتعبْ
عبق
زرعتُ في القلبِ وهْجَ الليلِ سوسنةً
خضراءَ ما شربتْ دمعَ العناقيدِ
لكنها منِ مَعينِ الله دافِقَةٌ
يخامرُ الشهدُ فيها لفتةَ الجِيْدِ
حملْتُها في دمي عِطْراً وغاليةً
كيما أديف بها نجوى أناشيدي
فإن رشفْتُ رضابَ الثغرِ من شَفَةٍ
تظلُّ تهتف: هذي ليلةُ العيدِ
زنبق
زنابقي تهيمُ في شواطئ اللهبْ
تغازلُ الظلالَ في (مَزارعِ الغَرَبْ)
أظن أنَّ الله قد رمى بها
في موسمٍ ينوء بالغضبْ
لتحرقَ النفاقَ والسُمومَ و"الجَرَبْ"
قبلة
لا أحمِلنْ في الكفِّ رمّانتَينْ
وما سجدتُ رَهبةً لِقبلتينْ
لكنني خصَصْتُكم بقُبلتَينْ
إحداهما رهينةٌ على فمي
وقُبلةٌ في ذمتي باقيةٌ
أخالها على المدى تظلُّ دَيْنُ
© 2024 - موقع الشعر