الحِصَاْر

لـ فاضل سفّان، ، بواسطة فاضل سفّان، في غير مُحدد

الحِصَاْر - فاضل سفّان

الحِصَاْر
سلاماً أخوةَ الأدبِ
برمتُ بزحمةِ الكُتُبِ
أنا من خيمةٍ في القَفْرِ
جئتُ أبثُّكم عتبي
إذا ما خانني قلبي
أقولُ لعاً لمحتطبي
فطَوراً أزدهي شيخاً
وطوراً في إهابِ صبي
وما خلّفتُ للآتينَ
من مالٍ ومن رُتَبِ
سوى قولٍ له وقْعٌ
كرجعِ الصادحِ الطرِبِ
تناءى عن جنون الحقد
أو دوّامةِ الكذبِ
وفي مغناه حبُّ الأرضِ
***
ومَن،ْ لا يقرأ التّاريخَ
باتَ كحاصد الشغَبِ
يهيم على مرابعهِ
حصاناً في إهاب غبي
شممتُ التربُ أستقصي
هوىً في جَعبةِ العَربِ
أسائُلها وتمنحُني
على ما خيّلتْ سُحُبي
تجلّت مثل بارقةٍ
تُنوِّلُ حاصبَ الرُطبِ
وتملي لوعةً في القلب
لا نبعي ولا غربسي
وتَكفُرُ في تمرُّدها
بكلِّ خصوبة العِنبِ
تفكُّ إزارها قهراً
وتُسِبلُ دمعةَ الهُدُبِ
رسولُ الشؤم داهمها
برَغم صلاة ألفِ نبي
لتشربَ نخبَ مَنْ هتكوا
حِماها دونما سَبَبِ
على أنَّ الذمامَ هَوَت
مجندلةً على الرُكَبِ
وأَعْجَبُ ما يحيّرُني
شهودُ الزُورِ في رَجَبِ
***
تظلُّ بخاطري (هندٌ)
تجسَّدُ حمْأةَ الغضَبِ
أوانَ تُعَرِّشُ البلوى
بكلّ مرارة الحِقَبِ
***
طفقتُ أقارع الذكرى
(على جسرٍ من التعبِ)
ألمُّ غُلالةً في الصدر
ما مرّتْ بها شهبي
وتشمخُ إذْ تقايضُنا
صفاءَ النفس بالعَتبِ
مغيّبةً حواضرُنا
مسافرةً بلا رُكُبِ
يمينُ الله ما صفِرتْ
يدي من شهوة الغَلَبِ
ولكنَّ الشِّفا صعبٌ
إذا أُدميتَ عن كَثَبِ
***
© 2024 - موقع الشعر