تاج الحب - إبراهيم محمد إبراهيم

جَاءتْ على زَهْرِ الصِّبا تختالُ
 
سَحَرَ الخمائلَ عُودُها الميّالُ
 
حتى اذا مالتْ وبانَ خِضَابُها
 
بأناملٍ غَنّى بِهِنّ جمالُ
 
فاحتْ زُهورُ الروض ِمن نَفَحاتِها
 
عِطراً تبدَّى من شذاهُ خَيالُ
 
تمشى كأنَّ الكونَ ذلك ملكُهَا
 
ولنا لها التسليمُ والإجْلالُ
 
فتثاقَلَتْ لما رأتني مُمعِناً
 
فيها بطرفٍ يعتريهِ سُؤالُ
 
وتَبسّمَتْ, حتى أقولُ تبسّمَتْ
 
وتمايلتْ, فترنّمَ الخِلخالُ
 
فكأنما الخلخالَ أحدثَ ضَجّةً
 
في خَافِقي وكأنّها الزّلْزالُ
 
لمّا رأتْ منى اختلاجَ مشاعرٍ
 
قالتْ بِهَمْسٍ: فُكّتِ الأغْلالُ
 
إن النفوسَ إذا تَرَنَّمَ عودُها
 
رقصتْ على أوتارهِ الآمالُ
 
فأجبتُ من قلبٍ يُلوِّعُهُ الهوى
 
أكذا بهمس ٍتُزْهقُ الآجالُ
 
لو كانَ تاجُ الحبِّ يؤخَذُ قُوّةً
 
لَحَظي بهِ دونَ النّساءِ رجالُ
 
لكنني أجدُ الغرامَ مشقّةً
 
عن خوضِهِ تتقاعسُ الأبطالُ
 
يا من كساها الحُسنُ ثوبَ شمائل ٍ
 
وكسا مُحيّاها الجميلَ كمالُ
 
قولي لطرفِكِ ينثنِي عن عزمِهِ
 
طرفٌ بدى منهُ الرّدى ينهالُ
 
فبِأيمن ِالطرفين ِحَلَّ مُقاتلٌ
 
وبأيْسَرِ الجفنين ِحَلَّ الخالُ
 
أَمَّا أنا، فأسيرُ حَرْبِ إبادةٍ
 
أسدٌ تُقيّدُ مِعصميهِ غَزالُ
 
ما كنتُ أومِنُ بالغرام ِوبالهوى
 
عبثاً أراهُ تعيشهُ الجُهّالُ
 
حتى رأيتُ الحبَّ ذاكَ حقيقةً
 
لمّا تجسّد ذلِكَ التِمثَالُ
© 2024 - موقع الشعر