من النيل إلى البيت الكبير - إبراهيم محمد إبراهيم

هنا الحب والعشقُ والذكرياتْ
 
هنا الشوقُ واللهفةُ الجامِحَةْ
 
هنا المجدُ والوجدُ والأمنياتْ
 
هنا اليومُ يشتاقُ للبارحَةْ
 
هنا الشّعرُ والسّحرُ والأُغنياتْ
 
هنا الحس والفكرةُ السارحَةْ
 
هنا القلب ينسابُ ملء الجنان
 
ويسخرُ بالطيرِ والأجنحِةْ
 
هنا روضةُ الفكرِ ماذا هناكَ
 
سوى وحشةِ الغربةِ الكالحَةْ
 
نُباعُ من القهرِ بيعَ الرقيق ِ
 
ونحلمُ بالصفقةِ الرابحَةْ
 
ففي كل صدرٍ طموحٌ يموتُ
 
وفي كل جمجمةٍ مذبحَةْ
 
عقولٌ تحاصَرُ في كل دربٍ
 
وحربٌ تدورُ بلا أسلحَةْ
 
وأُنشودةُ الشمس ِقبل الصباح ِ
 
قَرأنا على روحها الفاتحَةْ
 
ظلامٌ يُخيّمُ فوقَ الرؤوس ِ
 
وذل تُبرّرُهُ المَصْلحَةْ
 
ومجدٌ تهدّمَ من كل ركن ٍ
 
أبى ساعدُ الخوفِ أنْ يُصلِحَهْ
 
فأجْسُرنا هِرةٌ لا تَثورُ
 
وفأرٌ يُساقُ إلى المشْرحَةْ
 
ألا ليتَ للنيل ِهذا لسانٌ
 
لحدّثَ كيف اشتعالُ الشعوبْ
 
وكيف الشبابُ وكيف الكهولُ
 
وكيف العقولُ وكيف القلوبْ
 
اذا ما استغاثَ من الجورِ دربٌ
 
تزمجرُ كالموتِ كل الدّروبْ
 
فيا نيلُ لي فيكَ شمسٌ تَغيبُ
 
وليلٌ يطيبُ وقَلبٌ يَذوبْ
 
اذا تابَ من حُبّكَ العاشقونَ
 
أنا المُستهامُ الذي لا يتوبْ
 
وأهرُبُ منكَ اشتياقاً إليكَ
 
وأرجِعُ حتى عَشِقْتُ الهروبْ
 
لَئِنْ كان حُبي لغيركَ ذَنْباً
 
عفا اللهُ عن سالفاتِ الذّنوبْ
 
لك العهدُ حتى تعودَ الحياةُ
 
إلى حُرةٍ لُطّختْ بالعُيوبْ
 
لك العهدُ والعيدُ يَبدوْ بَعيداً
 
ولكنْ لكَ العهدُ في كل عِيدْ
 
أُلَملِمُ بالصبرِغرسَ البقاءِ
 
فقد تشرقُ الشمسُ فوقَ الجليدْ
 
وقد يُنزعُ القَيدُ من كل جيدٍ
 
إذا أيقنَ الحُرُّ ماذا يُريدْ
 
وإن كَبَّلَ الناسَ قهْرُ الحديدِ
 
ففي صولةِ النارِ قهرُ الحديدْ
 
حنانَكَ يا نيلُ إني تَعبتُ
 
وسطّرتُ بالموتِ بيتَ القصيدْ
 
وفائي إلى أن يعودَ اللِّقاءُ
 
لاكتب بالوَردِ شَيئاً جَديدْ
© 2024 - موقع الشعر