جميلة و..منديـل البنفـسج - علي صدقي عبدالقادر

مهداة إلى جميلة بوحريد مع غصن زيتون
 
 
 
يا صحابي
 
ومشى العيد إلى كل زقاق
 
بالمدينة
 
وإلى كل قرى الريف الحزينة
 
يقرع الأسوار، أسوار المدائن
 
في بلادي العربية
 
يا صحابي
 
قد أضعت العيد عل أبقة أنا من غير عيد؟
 
فابحثوا عنه بأطراف الطريق
 
وعلى أسطح هاتيك المنازيل
 
بالزوايا حيث مهوى ضوء فانوس الأزقة
 
ضاع مني العيد في آخر ليلة
 
من ليالي رمضان
 
وبعيني رأيته
 
راكباً في أعين الأطفال بسمة
 
وعلى أبوابنا يغرس فلة
 
فلة مصفرة تمضغ دمعة
 
يقرع السور على باب المدينة
 
يجمع الإحراج في ربطة أضواء الشفق
 
وعلى صدر قرى الريف البعيدة
 
يصنع العيد نقاطاً من ضباب
 
ونقاطاً من مواويل السكينة
 
ونقاطاً من حروف ذابلة
 
ذهبت عنها النضارة
 
أحرف باردة عرجاء كالريح بظلمة
 
ابحثوا عن عيدنا فوق الخطوط الشائكة
 
بالجزائر
 
لمعت تحت عرى أزرار نجمة
 
فوق بوابة سجن لاهثة
 
خلفها صانعة المجد (جميلة)
 
تحصد الليل وحيدة
 
تبدع الفجر الذي يقتات أقفال السجون
 
تطرز المنديل للثائر تعطيه هدية
 
وهو في (أوراس) لا يحلم إلا بالهدية
 
تعمل الإبرة في أطراف منديل البنفسج
 
تحت ضوء ساقط من بين قضبان الحديد
 
بين جدران لزنزانة سجن جائعة
 
حيث إيقاع حذاء الحارس الجندي العبوس
 
تغرز الإبرة في صبر بمنديل البنفسج
 
إنها تهديه للثائر من يفتح أبواب المدينة
 
عندما يغسل بالشمس النوافذ
 
وإلى أن يفتح الثائر أبواب المدينة
 
سيظل العيد في سجن (جميلة)
 
معها في قيدها يبقى سجيناً
 
وغدا ينطلق العيد ومنديل البنفسج
 
و(جميلة)
 
ويدوس الشعب سجان الحياة
© 2024 - موقع الشعر