أنا حنجرة الوقت .. اطفئوني بالحريق - علي الشرقاوي

ومن جسد الوقت أخرجت رأسي
 
( كان الهواء رماداً ، وكان الفراغ دماء)
 
تناثر من عرقي الورد
 
زاحم رائحة القحط والحزن والموت
 
هل يلد الورد طفلا ؟
 
ملامحه لغة الأرض ،
 
أعضاؤه في امتداد الأفق
 
رئتاه الجحيم
 
( عندما علمتك الرقص على خاصرة النار
 
اتفقنا ان يكون الرفض قبلة
 
والزفاف
 
موتة رائعة فوق الضفاف)
 
تلفت . كان ورائي نباح الكلاب،
 
امامي سيوف العساكر
 
كان الغباء
 
يغلف وجه المدينة بالشمع ،
 
يعرضها للدعايات في السوق ،
 
يصلب سكانها في البيوت
 
فكيف أعيد المدينة من ظلمات الثلوج الى النار
 
كيف ابايعها
 
صوت حنجرتي ،
 
صوت وقتي الذي يستفز السموات والقصر
 
تلفت . كل الأزقة تحبو
 
تشرع ابوابها ، تستظل بحلمي ، ابايعها
 
أغير هذي المناخات ،
 
أسلخ عن زمني قشرة الإنهيار المكلس بالخوف ،
 
لا .. لست وحدي أصير
 
نباتاً بأرض الخمول
 
فكل العواصم مائي ، وكل الفصول
 
تجمعت . لامست بالجبهة الأرض ،
 
عانقتها ، غصت فيها
 
استحال فمي آية للتحدي ، شراراً
 
أنا جسد ضمخته الرعود
 
استحم المسافر في رعشتي ،
 
هل افجر فيّ القيامة ،
 
أنسج من نبضات فؤادي خيام
 
( جثتي زورق في بحار المدى
 
والردى
 
شفرتي في اللقاء)
 
توحدت بالثورة العشق ، لا ارتديها نعالاً
 
ولا أرتديها ثياب
 
توحدت . لا حاجز بيننا والتراب
 
ولكن ، قبل انعتاقي ، قبل انصداع الجدار
 
أتوا .. أخذوني
 
ومن شفتيها بقايا حريق يرطب قلبي ،
 
( كنت معي مثل وجهي
 
كنت شهيقي
 
فكيف أكون غريباً
 
وأنت - أنا في شهي العذاب
 
على ضوء صوتي ،
 
تعريت كالحجر - الماء
 
ما كان جلدي سوى الأغنيات
 
التي منعوها من النشر،
 
حين اندفاع الشوارع صوب القبور
 
الجسور ، المدينة
 
( انني اقرأ في أعينكم
 
لغة البحر وآلام الفرح
 
عندما أفصحت عن عشقي تلقتني السجون )
 
أبايعكم ، ليس سرا ،
 
فهذي الزنازن أثوابنا الداخلية ،
 
نرقص فيها ، نبدلها
 
ونرقص
 
نرقص
 
حتى تصير لنا متحفا
 
أو تصير حديقة
 
نحولها مهرجان
 
نقود الزمان .
 
توازنت والموت ، حاورت إسمي :
 
ع - عروسا تصير بلادي
 
فمي يدفع المهر ،
 
من .. يستطيع الدخول ؟
 
ل - لوائح موت عليها توقع كل ولادة .
 
ي - ينام القطا .. لا تنام القلوب .
 
وانشره في جميع الجهات
 
أنا طرف ، لا يشابهني آخرٌ ،
 
التحول وجهي،
 
الجنون طريقي
 
وحنجرتي تستبيح الحرام
 
فهل يطفئوها ؟
 
اطفئوني انا بالحريق.
© 2024 - موقع الشعر