عمـــرٌ ينطـــوي - عبد العزيز سعود البابطين

بَدَتْ شمسي وقد أرخَتْ جُفوناً
كأنّ شُعاعَها يرنو لأمسي

بعينٍ كادَ يُثقِلُها سُهادٌ
أقضَّ مضاجعَ الذِّكرى بِهمسِ

أأيّامي ويا فجري بَعُدْنا
أما من عودةٍ لرفيقِ نفسي؟

فقد ضاقت بروحي أُمسياتي
وليلي باع أحلامي ببَخْس

وعُمري ينطوي والثِّقْلُ فيهِ
وقد حَمَلَتْ سِنوه جبالَ بُؤْسِ

وكادت وحدَتي تُمسي عذاباً
تُعاني بالزَّمانِ هُمومَ نَحسِ

ولكنّ الربيعَ أتى ضحوكاً
تعانقه الورودُ عناقَ عُرْس

وتعبقُ من ثناياه عطورٌ
تهدهدُ خافقي وتُثير حِسّي

وشمسي أشرقتْ إشراقَ نورٍ
تُعيد البهجةَ الأولى لشمسي

فهذا القلبُ حَرّره اصطبارٌ
وأطلقَ قيدَه عزمُ التأسّي

وهذا الصبحُ رَدَّدها اقتداراً:
سِنو عُمْري سأُمضيها بأُنْس

© 2024 - موقع الشعر