وضــــاعَ الدَّربُ - عبد العزيز سعود البابطين

خفَقَ الشَّوقُ بالفؤادِ ففاضَت
ذكرياتُ السِّنينَ شوقاً لنائي

فادّكَرتُ الوِصالَ مِنكِ بعهدٍ
كنتِ فيه كريمةً باللِّقاءِ

لكِ قلبٌ كأبيضِ الثَّلجِ أصفى
من زُلالٍ يَنْبوعُهُ بالسَّماءِ

أو كَنُورِ الصَّباحِ لامَسَ ورداً
ضمَّخَتْهُ الأسْحارُ بالأنداءِ

وَيْحَ نفسي حسدتُ نفسي لأنّي
قد تربَّعتُ ناعمًا بالهَناءِ

إذ سكنتُ الصَّميمَ في القلبِ أحسو
أعذَبَ الحبِّ في دُنَى الأهواءِ

فرضَعْتُ الهَوى شهيّاً مُصَفّىً
مُذ تكحّلتُ يافعاً بالسَّناءِ

وتدلَّلتِ تطلبينَ وِصالاً
وتمنَّعتُ هازئاً بالرَّجاءِ

ومضينا وضاعَ دربيَ عني
فمضى العمرُ في دروب العناءِ

رحتُ أهذي أسائِلُ الدَّهرَ عَنها
فتلقَّيتُ ضحكةً عن نِدائي

وتيقَّنتُ أن دربيَ شطَّتْ
فتضاحكتُ ساخرًا من شَقائي

أتعَبَتْني الدّروبُ سعيًا دؤوبًا
أبحثُ اليومَ عن بَقَايا بقائي

© 2024 - موقع الشعر