الوفاءُ الخالد - عبد العزيز سعود البابطين

قلتُها في كُلِّ شِعري يا صديقي
وسأبقى قائلاً حتى المآبا

عشتُ للحبِّ وفاءً خالداً
ردَّدَ الآهَ فؤادي والعِتابا

ونشيدي ليس يخبو طرَباً
يُرقصُ العشّاقَ طُرَّاً والكِعابا

يا صديقي حين أبغي قَنَصاً
أطردُ الظّبيَ وصقري والذئابا

فلأنسى جُرحَ قلبي والنوى
وهمومَ العشقِ تكويني اغترابا

فأنا في البرِّ نفسي حرَّةٌ
أُبعدُ الغربةَ عني والعذابا

أطلقُ الصَّقرَ وقلبي خلفَه
طائراً يفتحُ لي بالأُفْقِ بابا

أبحثُ اليومَ وأمسي وغداً
عن حبيبٍ تاهَ عن عَيني وغابا

أخذَ اللُّبَّ وروحي واختفى
هلْ يُعيدُ الآنَ روحي واللُّبابا؟

بعدَ عُمرٍ قد تَقضّى وانقضى
أَهرقَ الحِسَّ بنفسي والشبابا

أُطلقُ الصَّقرَ وفكري شاردٌ
أسألُ الصَّقرَ: تُرى حُبِّيَ آبا؟

ويقيني أنَّ ما فاتَ انقضى
وهوانا صار حُلْمًا وسَرابا

وسنبقى بعدنا ذكرى الهوى
يسطُرُ التاريخُ بالعِشق كتابا

قلتُها أُسمعُ كوني والدُّنى
وسأبقى قائلاً حتى المآبا

© 2024 - موقع الشعر