يــــا نَخـــلَتـــي - عبد العزيز سعود البابطين

يا نخلَةً في «نِيسَ» حانَ فِراقُنا
هل نلتَقي يا نخلَتي وأعُودُ ؟

أجترُّ ماضي ذكرياتي في الهَوى
ويضجُّ في نفسي الأسى ويَسودُ

وتُصيخُ أحلامي وكلُّ مشاعري
لكِ يا نُخيلَةُ ما عساه جديدُ

وتردِّدين نصيحةً لكِ ما خَبَتْ
اصبِرْ فما لِلصَّبرِ مِنكَ حُدودُ

فيَؤوبُ إحساسي بخَيبةِ آملٍ
صِفْرِ اليدينِ وحظُّهُ مَنكودُ

وأظلُّ أسألُ كيف مرَّتْ أشهرٌ
بعدي عليكِ وهل أتتكِ وُفودُ ؟

فتُجيبُ بسمتُكِ الخجولُ: لقد ثَوى
عندي هواكَ وسِرُّهُ المعهودُ

ويثورُ بي شكٌّ يُواكِبُهُ اللَّظى
والقلبُ شاكٍ غربةً ووحيدُ

هل ذاعَ سرِّي للوفودِ فأسرَعوا
يروي الحديثَ قريبُهُمْ وبعيدُ ؟

وهمومُ نفسي بالهوى قد أُعلِنَتْ
والدَّمعُ مني قد رَواهُ قصيدُ

أنا لا أعاتبُ يا نُخيلةُ خائِفاً
قولَ العذولِ يحفُّهُ التهديدُ

أغفيتُ عنهُ مدى السِّنينَ فلم أُعِرْ
سمعاً لِمن لم يُعيِهِ التَّرديدُ

بل كنتُ أخشى أنَّ سِرِّي بالهَوى
إنْ ذاعَ ردَّ بهِ الحبيبَ صُدودُ

© 2024 - موقع الشعر