مقال في " معنى "...و " أصل " إسم أمنا ( الأرض )...مقاربة لسانية -- إتنولوجية

للكتاب: برادة البشير،


مقال في " معنى "...و " أصل " إسم أمنا ( الأرض )...مقاربة لسانية -- إتنولوجية ... لأصول الكلمة في المنظومة ( السومرية -- الأكدية ) و امتدادات الدلالة والرسم في لغات عدة ...سامية ... وهيندو أوروبية...
☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆☆
الشطر الثاني ....من المقال : --
قلنا في الشطر الأول من مقالنا أن الكلمة الدالة على ( الأرض ) هي الصيغة : " أرث "...ولهذه الصيغة حضور في الألمانية والأنجليزية والعربية الفصحى وفي الأمازيغية خاصة في اللهجة ( الزناتية / بني يزناسن في الشمال الشرقي من المغرب ...وهي لهجة مهددة بالإنقراض كما ورد في تقرير خاص في اليونيسكو....وفي دراستنا لمعجم هذه اللهجة تبين لنا -- على خلاف ما يتوهم المتعصبون من الأمازيغيين المعتقدين بأن الأمازيغية نزلت من السماء ولا علاقة لها بلغات وثقافة ومعتقدات الهلال الخصيب ...بينما أثبتنا في مقالات علمية متعددة انها مع لغة مصر الفرعونية... والعربية ... والنوبية ..والأمهرية....من اصول ( سومرية -- أكدية )...وهذا ما سيتبين في سياق بحثنا هذا على مستوى مصطلح ( الأرض )...
☆☆ في الأنجليزية : -- نجد الكلمة الأكدية حرفيا ....فونيتيقيا ودلاليا صورة طبق الأصل الأكدي بصيغة : --
( أرث >>>>> ERTH...ووجود ( th ) بدل ( T ) فقط ناطق بالثاء الموجودة في الكلمة الأكدية....
☆☆ وفي الأللمانية : -- ينطقونها بالدال لانعدام الضاد في ابجديتهم في صيغة ( ERDE ) اي ( ارض / ارث )...
☆☆ وفي الفرنسية ( terre ) والإسبانية ( terra ) ...كلاهما من أصل ( روماني / لاتيني ) في كلمة : - تيرا TERRA وهي إسم إلهة الأرض في مقابل ( اورانوس / إله السماء ) في الأساطير الرومانية ...ذات الأصول في المعجم اللغوي والأساطير الشرقية بالهلال الخصيب....العريق...
ذلك أن ( تيرا ) تحريف نطقي للأصل السامي ( طور ) ...وفي الأبجديات الاوروبية ( حرف الهجاء " T " ينطق حسب السياق تارة تاء وأخرى طاء ...وسميت الأرض في اللاتينية ب( تيرا ) لأنها مقدسة ...وتحمل دلالة التقديس في الكلمة السامية ( طور سيناء )...والطاء في اللغات السامية تضايف ( الصاد ) فنطقت بعمان...والشام وفينيقيا بصيغة ( صور / عاصمة الفينيقيين ) وتضايف ( التاء ) فنطقت في النبطية والآرامية : -
ب( بترا : أي بيت القداسة >>> ب = بيت + ترا = طورا ...طور ...) وليس كما توهم الجاهلون بأصول اللغات وعلاقات التثاقف الحضاري ...الذين فسروا ( البتراء بحجرة ...ونسبوها لليونانية خطأ )....ونفس الشيء في الآرامية الوسطى كما في عاصمة الملكة ( الزباء ) : -- تدمر المركبة من مقطعين : - (تد ) نطقها في العربية ( طد ) وغاب الواو بوسط الكلمة لغياب حروف العلة في الخط النبطي...وفي العربية ذاتها قبل ابتكار التنقيط...فأصل ( تد>>> طد >>> هو طود اي الجبل ...مضاف للمقطع الثاني( مر ) والأصل فيها ( مور ....لغياب حرف العلة في الرسم النبطي ) وتعني من بين ما تدل عليه ( الأرض )...ولها حضور بنفس المعنى في الامازيغية....كما سياتي تفصيله من بعد ....
والمعنى التركيبي ل( تد>>>طود + مر >>> مور ....هو المرتفع من الأرض ....وكل تل... او دلمون... أو طور... أو جبل ... او كور... او أغورا....فهو مقدس في المعتقدات الشرقية العريقة في الهلال الخصيب ...وما الزاقوراة ...والهرم .... سوى تكرار ومحاكاة مقدسة للجبل ( الطور ) المقدس....
ولكلمة ( أرث ) الأكدية حضورا في لغات عدة بما فيها اللهجات المشتقة منها كاطياف الأمازيغية مثل ما نجد في اللهجة الزناتية ( = اليزناسية )....حيث تسمي ( الجنة / عدن / النعيم ) باسم : -- " ارتو / ارثو " وليس كأمنا الارض جنة في العطاء والخصوبة والجمال والروعة ....
كما لكلمة ( تيرا ) حضور في المعتقدات الفرعونية و في امتدادات بعض الطقوس عند الأقباط في مكان مقدس هو ( صحراء النترون ...وكانت تنطق دون نون الجمع الفينيقية الاصل بصيغة : نترو ...والمركبة من مقطعين : نا + ترو ...وهي تحريف للكلمة السامية الأصلية ( طور المضافة للنون في اولها الدالة على النسب او الإضافة او التعريف وتعني كذالك الإجلال والتقديس ....)
في الحلقة الثالثة من مقالنا سنبين الإحالات المختلفة اشتقاقيا من الجذر ( أرث ) الأكدي....في العربية الفصحى....وامتدادات ذالك في التركية... والبشتونية الافغانية...وفي الفارسية ...
برادة البشير بفاس العامرة ....تم يومه الإثنين السابع من كانون الأول 2020

© 2024 - موقع الشعر