مقال في أصل كلمة : ( جامبو ) ...مقاربة لسانية -- إتنولوجية ...في ضوء نظريتي في التضايف اللغوي...

للكتاب: برادة البشير،


مقال في أصل كلمة : ( جامبو ) ...مقاربة لسانية -- إتنولوجية ...في ضوء نظريتي في التضايف اللغوي...
♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢♢
الجزء الأول
□□□□□□□
خلال الأسبوع السالف نشرت قناة ( BBC )بالعربية تقريرا بالصوت والصورة حول أعظم فيل حجما ووزنا...جاءت به ابريطانيا عندما كانت " عظمى " من مستعمراتها بالقرن الأفريقي...والذي أصبح مشهورا...وانتهى مصيره كهيكل عظمي بالمتحف الأمريكي الخاص بالمستحثات...والتاريخ الطبيعي....
والذي يهمنا في هذا السياق هو إسم هذا الفيل الأسطورةوهو ( جامبو )...حيث قال صاحب التقرير : " أن هذا الإسم يعني في اللغة السواحلية : " مرحبا... "...
ولأن من يدعون العلم بحقيقة لغات القرن الأفريقي بأثيوبيا وكينيا ....و علاقاتها بلغات ولهجات جنوب الجزيرة العربية...والنوبية ولغة مصر على العهد الفرعوني...وكذا اللهجات الأمازيغية بشمال أفريقيا ...والصحراء الكبرى....وعلاقة الكل بالمنظومة " السومرية -- الأكدية " ...منعدمون بالمؤسسات الأوروبية ...
فإنهم يرددون خرافات...وأساطير لا صلة لها بالحقيقة كالتي ادعاها جل المستشرقين من ألمانيا....وإنجلترا...وأمريكا وإيطاليا... وفرنسا مثل المستشرق ( جاك بيرك ) الذي لم يكن يعرف من اللغة السواحلية سوى القشور....وفي أحس الأحوال معان راسبة بذهن المرشدين من الأهالي ...والتي لاتدل على معنى الكلمات سوى في دلالاتها " المجازية "...في أحسن الاحوال
مثل قول صاحب التقرير حول ( الفيل : جامبو )بأنه يدل على معنى " مرحبا "...الشئ الذي سنعمل على توضيح الأمر لجلاء الغموض ...وتعرية الجهل...بحقائق الأمور...
ومعلوم أنني تعرضت بالدراسة في مقالات عدة للغات ولهجات القرن الأفريقي....والمنشورة بموسوعة ( ويكيبيديا )...أو المتضمنة لمقالاتي المنشورة بصفحتي الخاصة ب( موقع الشعر )...أو التي توجد بين دفتي كتابي :
☆☆ ( أصول الحضارة الفرعونية ....) في جزئين...
☆☆ و( مقال في تاريخ الأديان...) في جزئين...
والكل لنا... منه أربع نسخ بالمكتبة الوطنية بالرباط...
ونسخ إلكترونية بالموقع الخاص بنا بعنوان : " محراب الشعر بواببة فاس "...
فما حقيقة كلمة ( جامبو ) وما علاقاتها ...بالكثير من الأسماء...والمفاهيم...ذات الصلة بالتثاقف اللغوي ...والحضاري ...والعقائدي...في إطار من النزوع الإنساني الذي نؤمن به من منظور علمي ومنهجي...وليس مجر عاطفي...أو فلسفي أو إسطتيقي...
إن كلمة ( جامبو ) من أصول : لفظا ومعنا ( سومرية -- أكدية ) ولها امتدادات وإحالات...في قصة البحث عن الخلود عند جلجاميش...وفي أمازيغية ...ودارجة المغرب إلى اليوم...وفي النص القرآني...وفي المعتقدات الفرعونية ...وأصولها في الحضارة الفينيقية...
وكلمة ( جامبو ) مركبة من مقطعين ...أولهما مركب في حد ذاته...ولكل معناه...والدلالة التركيبية ذات معنى بالإشتراك...وتحتاج في ترجمتها للعربية من السومرية والأكدية...،إلى جملة..وليس كلمة فقط...

  1. المقطع الأول هو : " جيمي..../ جومي / جامي...وهو مركب من مقطعين سومريين هما :
    ☆☆ جي ( = غي / غا / غو )...وتعني العين بدلالة الرؤية...وبمعنى الينبوع...حسب السياق التداولي...العادي أو العقائدي ...أو العاطفي بمعنى الحب والعشق...و( جي في هذا السياق دالة على الناظرة...)
    ☆☆والمقطع الثاني : " مي / مو / ما "...يدل على معان عدة بالإشتراك ...وتدل في سياقنا على القانون العام والشامل بمفهوم " القانون الكوني " في المعتقد السومري -- الأكدي ...والذي استعارته اللغة الإغريقية عبر حضارة أوغاريت ...والمنطوقة بصيغة ( ناموس/ نوموس )...وقد تعرضنا لهذا في مقالات علمية لنا سابقا...
    والمعنى التركيبي للمقطعين السالفين ( غي+ مي ) هو العين المقدسة ...والمعبودة ...والتي تحمي وتحرس مقديسيها... ومقدمي القرابين لها...بمعنى الذي يوصف ب( جيمي ) فهو محبوب ومرهوب كأي مقدس..،مثل المعنى المزدوج في العربية لكلمة ( حرم البعل...بمعنى المحبوبة عند بعل والمحرمة على غيره...)
    وأول ما وردت هذه الصفة ( جيمي ) وردت في أقدم قصة إنسانية بالحضارة السومرية : أم الحضارات...ولغتها أصل اللغات...هي الجميلة الرائعة من بين ( حرمتو ...زاقوراة أوروك المقدسة....وحرمتو هي أصل كلمة " الحريم " في اللغة العربية الفصحى...بمعنى خاصة السلطان...أو الملك في رسمه السومري بصيغة : " لوغال "...
    وحرمتو جيلغلميش المفضلة بالزاقوراة و التي وقع عليها الإختيار لترويض صديق جلجاميش المسمى ب( أنكيدو ) المتوحش تسمى ( جيمي )...حيث أغرته بالكشف عن نهديها ( لاحظوا تعلق برادة البشير...بالنهدين في أشعاره العشقية )...فتم ترويضه وتحضيره فأصبح إنسانا بالعشق والتعلق بأمنا حواء الفاتنة والساحرة والخلابة...
    والمقع التاني هو ( بو / جام + بو )...ويدل رسما ومعنا ...الدلالته الأصلية في ( المنظومة السومرية -- الأكدية )
    على : البيت...والكنف ...والحضن..ومنه اشتقت العربية الكثير من الألفاظ والمعاني بتركيب مقاطع...منها ( الأب : بمعنى الرب...وأب البيت...فأطلق معنى البيت على مؤسسه...وراعيه...لأن لكل بيت من يحميه...وقد احتفظت اللغة الأمهرية بالقرن الأفريقي في إسم ( جامبو ) بالنقط الاكدي للبيت او الأب ...كما في الأسماء الخمسة بالعربية الفصحى...ذات الأصل الأكدي : لفظا ومعنا : ( أبو....حمو...أخو...ذو...فو )....ولنا دراسة في الموضوع لا تناسب سياقنا هذا...
    والمعنى التركيبي ل ( جيمي + بو ) هو : بيت العين المحمية من السماء....أو معنى العين المقدسة...وإذا أردنا ترجمتها مجازا في العربية الفصحى ...نقول : ( جامبو / جيمبو...= المحبوب....أو المحبوبة...وكل محبوب معبود عند الجماهير...)....
    بالنسبة للدلالات الاخرى ذات الصلة في لغة الفراعنة...والفينيقيين...والأمازيغ...ودارجة المغرب الحية إلى اليوم...وفي المفاهيم القرآنية...وامتدادات ذلك في لغات أخرى...سنعالجها في الجزء الثاني من مقالنا هذا غدا ...
    برادة البشير ...الإبجيبتولوغ ...والمختص في الطوبونومي...والأنثروبونومي...واللسانيات -- الإتنولوجية.../ بفاس العامرة في 26 / من شهر ثموز العشق 2020 .../ يتبع
© 2024 - موقع الشعر