في رثاء العربية - معارضة لحافظ! (لقد أساء كثير من النقاد المعاصرين فضلاً عن العامة والدهماء من القراء العاديين فهْم فن المعارضة في الأدب العربي. ففهموا أنها محاكاة دفع إليها العجز والضعف والخور عند الشاعر. وفريق آخر أقل جوْراً ذهب إلى أن المعارضة كان الدافع إليها التقليد الأعمى. وإنني لا أنكر على العامة والدهماء من القراء العاديين ما ذهبوا إليه من ذلك. بل وقفتي في هذه المقدمة مع النقاد والأدباء الذين ينصّبون من أنفسهم حُكاماً وقضاة يُصدرون الأحكام التي لا يجوز الطعن فيها كما لا يجوز قط الاستئناف عليها. أيها الأقوام إن فن المعارضة فنٌ أصيلٌ في كل أدب ، ليس فقط في أدبنا العربي الأصيل ، فلها وجودٌ كبير في الأدب الإنجليزي ، وأخيه الفرنسي وغيرهما. وأعجبتني قصيدة حافظ: (اللغة العربية تعاتب أبناءها) وكتبت متشجعاً أعارض الشاعر حافظ إبراهيم ، وذلك بسبب إعجابي الشديد بها. ألا وإن كل لغة تسود بسيادة معتقدها ، ومن هنا فسيادة لغتنا العربية وسيادة العقيدة الإسلامية هما صنوان لعملة واحدة ، ونسأل الله العلي الكبير أن يعز دين الإسلام ويعز المسلمين ، فتعود لهم عزة لغتهم وديارهم ، وما ذلك على الله بعزيز.

© 2024 - موقع الشعر