(لقد أساء كثير من النقاد المعاصرين فضلاً عن العامة والدهماء من القراء العاديين فهْم فن المعارضة في الأدب العربي. ففهموا أنها محاكاة دفع إليها العجز والضعف والخور عند الشاعر. وفريق آخر أقل جوْراً ذهب إلى أن المعارضة كان الدافع إليها التقليد الأعمى. وإنني لا أنكر على العامة والدهماء من القراء العاديين ما ذهبوا إليه من ذلك. بل وقفتي في هذه المقدمة مع النقاد والأدباء الذين ينصّبون من أنفسهم حُكاماً وقضاة يُصدرون الأحكام التي لا يجوز الطعن فيها كما لا يجوز قط الاستئناف عليها. أيها الأقوام إن فن المعارضة فنٌ أصيلٌ في كل أدب ، ليس فقط في أدبنا العربي الأصيل ، فلها وجودٌ كبير في الأدب الإنجليزي ، وأخيه الفرنسي وغيرهما. ولا يزال جُل الشعراء يُعارض بعضهم بعضاً ، فهل هذا لعجزهم وضعفهم وخورهم؟ أم هو محض تقليد أعمى؟ وفي أدبنا نحن عارض كثير من الشعراء أقرانهم من أهل القريض ، وهذا في القديم وفي الحديث. وأسأل: هل كان ذلك منهم لفقر أو عجز أو تقليد أعمى؟ والجواب بالطبع: (كلا)! ومن هذا المنطلق أقول: الآن وقد قلت من قبل إن قواعد الشعر وأصوله مبادئه وبحوره وقوافيه وأوزانه ليست قط حكراً على أحد دون سواه. أع

© 2024 - موقع الشعر