طِبتَ حياً وميّتاً يا أبتاه! (حِيل بينها وبين أبيها وهي صغيرة لا تدرك ولا تعي شيئاً! واستمرت الحيلولة هذي سنوات إلى أن حُكم على أبيها بالسجن مدى الحياة! لا لشيء إلا لأن الرجل يقول: (ربيَ الله) ويدعو إلى ذلك على بيّنة من أمر الله! وتوفاه الله – تعالى – في سجنه ، فعاد جثمانا مسجى في كفنه. فأطالتِ النظر إلى الجثمان ، وراحت تقول في ثقة المؤمنة وإيمان الواثقة: (طِبت حياً وميّتاً يا أبتاه!) ونعت أباها وبكته ، وغسلتْ وجهه ورأسه بدموعها! ذلك العالم الداعية الذي اعتاد أن يجوب دياره بشيراً ونذيراً في أحلكِ الظروف! فلم يُرَ داعية يفري فريّه أو يصنع صنيعه أو يُبلي بلاءه. حيث كان قد أخذ على عاتقه دعوة الناس والصبر على المحن والشدائد ، فكان بذلك أنموذجاً حياً لمؤمن آل فرعون ومؤمن آل يسن! فكتبتُ أحكي على لسان البُنيّة تنعي أباها!)

© 2024 - موقع الشعر