(برز هذا العبقري الجهبذ اللغوي الفذ أبو القواميس المعاصرة والمعاجم الحديثة في القرن التاسع عشر! فمهَّد السبيلَ لمن أتى بعده من اللغوين وأهل المراجع والمعاجم! وتخيلتُ اللغة العربية تبكيه يوم وفاته بحُرقة ولوعة! فكانت ترجمة بكائها قصيدتي هذي! وبقطع النظر عن معتقد الرجل ، أنا أشيد بعلمه في اللغة العربية وبإسهاماته في النهوض بها! وإن كان للبعض مؤاخذات على تراثه اللغوي والشعري! الرجل كاتب وشاعر ومؤرخ ومعجمي وصاحب موروثٍ ثقافي ولغوي بحت! (بطرس البستاني ١٨١٩–١٨٨٣م ، بطرس البستاني أبو القواميس المعاصرة! إنه في مثل هذا اليوم الأول من مايو ، ولد وتوفي بطرس البستاني؟! فمن هو هذا الرجل ، وماذا أضاف القواميس العربية؟ لقد ولد بطرس البستاني في قرية الدِّبِّيَّة أو الدِّبَية من مناطق الشوف في جبل لبنان في 1 مايو عام 1819م ، وكُنيته «البستاني» هي لقب لأسرةٍ مارونيةٍ مشهورةٍ يعود أصلها لمدينة جبلة ، هذا ، وأنجبت العائلة رجالاً عدة يجيدون اللغة العربية ، وقدموا للأدب خدمات جليلة. وفي سنة ١٨٦٩م فرغ من تأليف قاموسه محيط المحيط ، وقد أخذه عن أشهَر متون اللغة ؛ ولا سيما الفيروزآبادي وصحاح الجوهري ، ولكنه يمت

© 2024 - موقع الشعر