أبتاهُ عُذراً!
(عسيرٌ على الإنسان أن يعجز عن حماية ذويه فضلاً عن حماية نفسه التي بين جنبيه! ولكنها إرادة الله تعالى! ولعل المِحن تُعقِبُ المِنح! ولعل الجراح تولدُ الأفراح! وأشهدُ بالله تعالى أن مِحنة طبيب قصيدتنا عاتية وقاسية للغاية! حيث كانت مناوبتُه ليلية في المشفى الذي يعمل فيه! وهو يعمل تحديداً في قسم الاستقبال والسجلات على حد ما علمت! المهم أنه ابتُليَ ابتلاءً شديداً عندما جاؤوا بجثثٍ لموتى انتُشلت من تحت الأنقاض ، بسبب القصف العشوائي الهمجي البربري الوحشي ، الذي استهدف المدنيين العزل في بيوتهم في أرض الرباط! وجيء بجُثث الموتى في عربة كبيرة لنقل البضائع! (ميتٌ فوق ميت) ، وكانت الجثث أشبه ما تكون بأضاحي العيد ، وذلك بعد أن تم ذبحُها ليُذهب بها إلى المَسلخ! وكان على الطبيب المُناوب تحريرُ شهادات الوفاة لهم! وإلى هنا فليست هناك مفاجأة ، لأن ذلك الطبيب يُحرر المئات من هذه الشهادات كل يوم! ولكنه فوجئ بجُثة أبيه من بين الجثث! فراح ينتحبُ ويبكي بحُرقةٍ ، ويقول: يا أبتاهُ عُذراً أنني لم أستطعْ حمايتك ولا الذود عنك! وإنما الذي أستطيع عمله لك فقط هو تحرير شهادة الوفاة ، وطي صفحتك إل

© 2024 - موقع الشعر