قصة قصيرة(متلازمة التسول)

لـ أحمد بن محمد حنّان، ، في روايات وقصص، آخر تحديث

قصة قصيرة(متلازمة التسول) - أحمد بن محمد حنّان

شهر من الحزن لم يستطع خلاله مواجهة العالم، وفجأة تحت ضغط الحياة اضطرّ لنزول الشارع تحت شفقة أعين الناس التي تكاد تنطق إلى أين أيها اليتيم، كانت نظرات الشفقة تجرحه أكثر من نظرات الشماتة والإحتقار، وقبل أن يقطع الشارع إلى وجهته قرر أن يفرغ جم غضبه على متسول أزعجه بسؤاله، فعنفه وكال له جميع ماخطر بباله من شتائم قبيحة تترأسها كلمة متسول،
ففاض المسكين بما فيه بعد أن علم أن لا أمل في تركه دون منطق، لقد قرر محاورته لعل الحوار يجمعهما إلى نقطة احترام متبادلة.
_ أنت الوحيد الذي لم أتوقع أن تزدري مهنتي!
_ ولماذا؟!
_لأن كلانا من نفس الطينة، أنت متسول متأنق وأنا المتسول الوضيع.
_صمت اليتيم مذهولا بما سمعه من حقيقة الأمر التي كان لا يدركها ثم قال:
_ ولكنني لا أمد يدي علانية لأخذ المال.
_فقال المتسول:
لكل منا ميزته، فمثلي لا أحد يفكر بسرقته أو يحاسبه على كثرة ماله ومصدره، أما مثلك فهناك دائما من يترصد جيبه وبطاقته، مثلي قد يعتزل ماتزدريه عينك في أي وقت ليدير مشروعه الخاص، مثلك سيبقى متأنقا في متلازمة التسول والحاجة.
اقترب اليتيم منه بينما كان يرتجف خوفا من ردة فعله وهمس له:
علمني لتنال جنتي الدنيا والآخرة ..
© 2025 - موقع الشعر