هَكَذا إِن بَنى المَنازِلَ بانِ - صفي الدين الحلي

هَكَذا إِن بَنى المَنازِلَ بانِ
وَثَناها مَشيدَةَ الأَركانِ

يَبتَني المَجدَ أَوَّلاً فَإِذا ما
شادَهُ شَيَّدَ المَنازِلَ ثانِ

وَبِناءُ العَلاءِ صَعبٌ عَلَى مَن
لَم يَكُن عَزمُهُ شَديدَ المَباني

فَإِذا حاوَلَ المُقَصِّرُ نَيلَ ال
عِزِّ نادى وَعِزَّتي لَن تَراني

كُلُّ مَن أَسَّسَ البِناءَ عَلَى تَق
وى إِلَهِ السَماءِ وَالرِضوانِ

فَليَشِد قَبلَهُ البِناءَ كَما قَد
شَيَّدَتهُ مَناقِبُ السُلطانِ

زَينُ أَبناءِ أُرتُقَ المَلِكُ الصا
لِحُ شَمسُ الدينِ الرَفيعِ الشانِ

مَلِكٌ يَملَأُ النَواظِرَ بِالحُس
نِ وَيَملا الأَكُفَّ بِالإِحسانِ

لَو يَشا أَسَّسَ المَنازِلَ مِن فَو
قِ أَعالي مَنازِلَ الزَبرِقانِ

وَالسَواري فَوقَ السَواري مِنَ الشُه
بِ وَأَبوابُها عَلى كيوانِ

شادَ في ذُروَةِ العَلاءِ دِياراً
وَجَنى الجَنَّتَينِ مِنهُنَّ داني

فَأَراهُ الإِلَهُ في ظِلَّها العَز
زَ وَطيبَ الهَنا وَنَيلَ الأَماني

© 2024 - موقع الشعر