خِدمَتي في الهَوى عَليكُم حَرامُ - صفي الدين الحلي

خِدمَتي في الهَوى عَليكُم حَرامُ
كَيفَ أَشقى بِكُم وَأَنتُم كِرامُ

إِنَّ شَرطَ الكِرامِ لا العَبدُ يَشقى
في حِماهُم وَلا النَزيلُ يُضامُ

أَنا عَبدٌ لَدَيكُمُ وَنَزيلٌ
وَلِهَذَينِ حُرمَةٌ وَذِمامُ

فَلِماذا أَضَعتُمُ عَهدَ مَن كا
نَ لَهُ صُحبَةٌ بِكُم وَاِلتِزامُ

شابَ في مَدحِكُم ذَوائِبُ شِعري
مِثلَ شَعري وَشِعرُ غَيري غُلامُ

وَنَظَمتُ البَديعَ فيكُم وَقَد أَل
قى مَقاليدَهُ إِلَيَّ الكَلامُ

فَإِذا ما تَلا الزَمانُ قَريضَي
أَصبَحَت تَستَعيدُهُ الأَيّامُ

وَتَقَرَّبتُ بِالوِدادِ فَمَحسو
دٌ مَقالي لَدَيكُمُ وَالمُقامُ

وَلَقَد ساءَني شَماتُ الأَعادي
فِيَّ لَمّا زَلَّت بِيَ الأَقدامُ

فَإِذا ما اِفتَخَرتُ بِالوُدِّ قالوا
لا اِفتِخارٌ إِلّا لِمَن لا يُضامُ

فَإِلى كَم أَعودُ في كُلِّ يَوم
خائِباً ساخِطاً وَتَرضى اللِئامُ

وَإِذا جَرَّبَ المُجَرَّبَ عَمرٌو
فَعَلَيهِ إِذا أُصيبَ المَلامُ

تَقتُلوني بِالبِشرِ مِنكُم وَقَد يَق
تُلُ مَع ضَحكِ صَفحَتَيهِ الحُسامُ

وَتُريشونَ بَينَنا أَسهُمَ البَي
نِ وَتُعزى إِلَيَّ تِلكَ السِهامُ

فَبِرُغمي فِراقُكُم وَرِضاكُم
وَشَديدٌ عَليَّ هَذا الفِطامِ

فَلَقَد صَحَّ عِندَ كُلِّ لَبيبٍ
أَنَّ بُعدي مُرادُكُم وَالسَلامُ

© 2024 - موقع الشعر