حرام عليك

لـ وحيد خيون، ، في غير مُحدد

حرام عليك - وحيد خيون

لماذا تغيبينَ مثلَ النجومْ
وراءَ المحيطاتِ تنأيْنَ عني
وراءَ الغيومْ
وأبقى الى الصبح ِ أرنو اليكِ
أ هذا الذي أشكوهُ دوما ً اليكِ
طويلا ً يدومْ ؟
حرامٌ عليكِ
* * *
لماذا تطيرينَ بي عاليا ً في الفضاءْ؟
و تُلقينني مثلَ حبّاتِ ماءْ
بوجهِ الرياح ِ ووجهِ السماءْ
تَلاقَفَني الريحُ حدّ َ المحيطاتِ إذ ْ لا قرارْ
فياربِّ هَبْ لي قرارا ً وزدني ثباتْ
و إذ لا شعورْ
من النجمةِ الضوءُ ينهالُ حولي
فأمتدّ ُ من قطرةٍ فرّقَتْها الرياحْ
و منْ ذرّةٍ في ثلاثينَ لونا ً تدورْ
الى عالم ٍ من بحارْ
أ بَعْدَ انهيارِ القِوى يا نهارْ ؟
وبعد انعِكاساتِ روحي على حا لِها
توقّعتُ من موعدي لا يفوتْ
و من حُبِّنا لا يموتْ
ولكنْ ... قطعتِ الرّجاءَ الذي كانَ لي
بعضَ قوتْ
و قد كِدْتُ من بعْدِ عيْنيكِ أمضي لِحَتْفي
وحزنا ً أموتْ
على قِبْلةٍ من هيامي اليكِ
على لمسةٍ من يديكِ
حرامٌ عليكِ
* * *
تحومينَ حولي الى حدِّ أني ..
تفرّقتُ حولي
تحومينَ حتى على كِلْمَةٍ قلتُها
الى حدِّ أني
لقد صرتُ أخشاكِ أنْ تخرُجي في كلامي
اذا قلتُ قَوْ لي
تحومينَ في عالم ِ النوم ِ حولي
فلنْ نلتقي
ويشتدّ ُ خوفي ويزدادُ هَوْ لي
لقد ... رُبّما ... ما إذا قلتُ أهواكِ
تمضينَ عني بعيدا ً لكي لا أراكِ
لكي تدفعيني الى الانحِدارْ
فلا ضوءَ .. لا صوتَ إلا متى يا نهارْ؟
يعودُ لنا الضوءُ
لن أطمعَ الانَ أنْ أسترِدّ النهارْ
شرِبْنا كثيرا ً من الضوءِ
حتى بدأنا نرى الشئَ عشرينَ شيئا
بدأنا نرى من وراءِ الخُرافاتِ سبعينَ ظِلاً ..
وسبعينَ فَيْئا
فضاعتْ علينا الحقيقه
وما عادَ يعرِفُ شخصٌ عدُوّاً
ولا عادَ يعرِفُ شخصٌ صديقَه
طفِقْنا من الغيم ِ نبني القصورَ
ونهدِمُ كلّ َ البيوتِ العريقه
طفِقْنا نُقَسِّمُ أجسادَنا
فريقاً ... فريقاً
و يعبدُ كلّ ٌ فريقَه
ذهَبْنا بعيداً الى حدِّ أنّا ... فقدْنا الحقيقه
لماذا ؟ وقد كنتِ انتِ الحقيقه
لماذا تحلّ ُ الأباطيلُ تركيبتي ؟
فلم تعرِفي مَنْ أنا
لماذا تُريدينَ أنْ ترحلي مِنْ هنا؟
لماذا تجُرّينَ خيطي الرقيقْ ؟
كأني ولا كنتُ يوماً حبيباً
ولا كنتُ يوماً صديقْ
أ سَهْلٌ عليكِ؟
تقُصّينَ من ناظري ناظِريْكِ
حرامٌ عليكِ
* * *
أنا كلّ َ يوم ٍ أقابلُ وهماً وأشكو إليهْ
أنا لم أقل كذبة ً في حياتي
أنا مَنْ جنى صِدقُهُ ثلاثينَ عاماً عليهْ
أنا كلّ َ يوم ٍ أرى نجمة ً عاريه
أحاطَ بها البردُ والثلجُ حتى بَدَتْ كالجحيمْ
تُحاولُ حرقَ المداراتِ كي تُصبِحَ العاليهْ
أنا أكثرُ الناس ِ حزناً لأني
وبعدَ انتظارٍ طويلْ
وبعدَ المنى الماضيهْ
وجدتُ الجنائنَ لا شئَ إلا ... حجاراتِ قارٍ
وأكوامَ رمل ٍ ... ومزرعَة ً خاويهْ
أنا أتعسُ الناس ِ حيثُ الحياة ُ بما تحتوي
غرفة ٌ خاليهْ
فهل تستحِق ّ ُ التنافرَ فيها؟
وهل تستحقُّ افتراءً ولوناً كريها؟
و هل تستحقُّ النفاقْ ؟
و هل تستحقُّ التولي بعيداً الى حدِّ ننسى العراقْ ؟
و هلْ مُسْتَحِقّ ٌ أنا منكِ هذا الفراقْ ؟
و هل يستحقُّ الحبيبُ الذي ماتَ حُبّاً
وماتَ احتراسا ً وماتَ اشْتياقْ
لهذا الفراقْ ؟
نعمْ تستحِقينَ مني دموعي
و تستأهلينَ ارتِجافاتِ قلبي التي كسّرَتْ لي ضلوعي
و تستأهِلينَ أهواكِ حتى مماتي وحتى رجوعي
نعم تستحقينَ أنْ اسهرَ الليلَ إياكِ مثلَ القمرْ
نعم تستحقينَ مني دموعي
الى حدِّ فقدِ البصرْ
أ لستِ الحبيبهْ ؟
نعم تستحقّينَ أنْ أُشْعِلَ الليلَ كي تعرِفي أينَ أنتِ
وكي تهتدي
فلا تحملينَ حسابَ الدهرْ
نعم تستحقينَ مني الكثيرْ
وتستأهلينَ الكثيرَ الكثيرْ
تقولينَ لي قد تسَرّعتَ جداّ
كأنكِ لا تعرفينَ المصيرْ
تقولينَ لي قد تسرّعتَ جداّ
كأنكِ لا تعرفينَ الليالي
ولا تعرفينَ التحدّي الكبيرْ
تقولينَ لي قد تسرّعتَ جداّ
كأنكِ لا تعرفينَ الحياةَ .. القطارْ
و مشوارُهُ ما طالَ جداّ قصيرْ
أنا لستُ أحتاجُ منكِ الكثيرْ
فلا تغضبي
أ ُريدُ كِ شمساً تظلّينَ فوقي ولن تغرُبي
وعصفورة ً.. أزرعُ الأرضَ قمحاً و زهراً
لكي تأكليها و كي تلعبي
ومصباحَ زيتٍ تُضيئينَ ليلي ولن تتعبي
أنا لم أقلْ كِذبة ً في حياتي
فلا تكْذِبي
لأني أرى مركِباً جاءَ يُقصيكِ مِنْ مَركِبي
وقافلة ُ العمْرِ دارتْ كثيراً على مُحوَرَيْكِ
حرامٌ عليك
© 2024 - موقع الشعر