(ضحايا الروتين اليومي)! - أحمد علي سليمان

كم يَعصِفُ (الرُّوتينُ) بالنسوانِ
ويُحِيلهن حَبائلَ الشيطانِ

ويُكَشِّفُ العَوراتِ دون مُبرر
وهناك في (بُوستاتِهم) بُرهاني

جَندَلتُ منشوراتِهم بيَراعتي
ولو استطعتُ وَجَأتُها بسِناني

هل هانتِ الحُرُماتُ يا سَفَلَ الورى
وغدتْ تُباعُ اليومَ بالمجَّان؟

أين الكرامة إذ غدَتْ أعراضُكم
في السوق أرخصَ مِن عصا الكُهَّان؟

أين الشرافة يا غثاءَ دِيارنا
يا رِمَّة الأصقاع والأوطان؟

والعِز أين؟ وأين وَلى سُؤدَدٌ
في زحمة التغريب والعِصيان؟

ما قيمة الإنسان إن فقد الحيا
وحيا يُرَقعُ عِيشَه بهوان؟

ماذا يُفِيدُ المالُ إن ذهبَ الهُدى
وتمكَّنَ التضليلُ كل أوان؟

أوَليس من عقل يُغلّبُ رُشْدَه؟
لا خيرَ في عبدٍ بدون جنان

يا قوم أين الرشدُ في رُوتينكم
لترى العيونُ مفاتنَ النسوان؟

والزوجُ مَن هو للحليلة حارسٌ
راع ومسؤولٌ ، فبات الجاني

هو مَن يُصوِّرُ زوجة لم تحترمْ
شرعاً ، لذا ظهرتْ بدون صِيان

هو مَن أجازَ لها التكشفَ بالهوى
تعساً لديوثٍ وزير غواني

هو مَن تخيَّرَ ما يُعَرِّي راضياً
مِن فاحش (المكياج) والفستان

هو مَن تخيَّرَ عابثاً حركاتِها
حتى تُؤجِّجَ شهوة الهَيْمان

هو مَن تخيَّرَ هازلاً ألفاظها
حتى تؤزَ مسامعَ الصُّمَّان

هو مَن تخيَّرَ عامداً نظراتِها
حتى تُثِيرَ غريزة الشهوان

هو مَن تخيَّرَ واعياً خطراتِها
كي تَستفز بصائرَ العُميان

هو مَن تخيَّرَ ما تُردِّدُ مِن دُعا
حتى تُغطيَ دُعرَها بتفاني

هو مَن تخيَّرَ أغنياتِ لقائِها
حتى تُزخرفَ عُهرَها بأغاني

هو مَن تخيَّرَ للورى رُوتينها
حتى يُمَرِّرَ فِسقها بأمان

هو مَن تخيِّرَ قانعاً قصَّاتِها
حتى تُبدِّدَ غفوة السكران

هو أمسك (الكاميرا) تُتابعُ هزلها
كي تَذهَبَ اللقطاتُ بالشرهان

تخِذا الطبيخَ لِمَا أرادا سُلماً
وتحققتْ – للمجرمَيْن - أماني

تخِذا من التغسيل باباً للخنا
والأمرُ مكشوفٌ لذي عِرفان

حتى إذا افتُضِحا ، وكان تراشقٌ
بذخائر اللعنات والعدوان

ظهرتْ فضائحُ يَستحي مِن ذِكرها
جهراً على التحقيق بعضُ زواني

فتقولُ ساقطة: نحلتُك نِعمتي
ماذا تُفيدك لهجة النكران؟

وارجعْ إلى (البوستات) تُدركْ مِنتي
إما رجعت ، أقِرَّ بالإذعان

ضحيتُ بالغالي النفيس تَحايُلاً
وأراك تُنكرُ جهرةً إحساني

واليوم أدركت الغنى بتفضلي
من بعد فقر كان في الحُسبان

والناسُ قالوها بدون تحفظٍ
هذا عطاءُ (فلانةٍ) لفلان

لولايَ أسلمَك احتياجُك للردى
يا صاح زايلْ لوثة الكُفران

والزوجُ قاطعَها ، وعَقبَ قائلاً
خلِّ التزيدَ ، لستُ بالخمران

حتى أصدِّقَ طائعاً كذابة
أقوالها لونٌ مِن البُطلان

أو أنْ أصدِّق عاقلاً فشَّارة
ألفاظها ضَربٌ مِن البُهتان

خَلِّ البطولات الكواذبَ ، وارعوي
لحقائق يُدْلِي بهن لساني

أنا مَن صَنعتُ المجدَ غضاً يانعاً
لحليلتي ، وصِناعتي عنواني

صَورتُ ، واخترتُ المشاهدَ واللغا
حتى يَرَوْكِ جميلة ، وكفاني

واخترتُ (مِكياجي) وأزيائي التي
أخذتْ بألبابٍ ، وبالأعيان

واخترتُ أدعية لتُخفي قبحنا
عن كل مُفتقد النهى وَلهان

واخترتُ (سيناريو) يُرَوِّجُ زورَنا
وضلالنا ، أوحاهُ لي شيطاني

في كل (رُوتين) تبَدَّتْ بَصمَتي
وأنا الذي جهزتُ كل مكان

حركاتُه ، سكناتُه ، رَتبتُها
كرصين حَباتٍ بعِقدِ جُمان

قصَّاتُ شَعرك كنتُ مَن أفتى بها
وصَبغتُ شَعرَكِ بالخِضاب القاني

لتراكِ مُغرية عُيونُ مَن اشتهى
نظراً لمَن حازتْ حَلا النسوان

حتى تُسِيلَ لعابَ كل مُفتَّن
ليُصابَ منكِ بلذة الهَيَجان

وكذا يُصابَ أولو النهى في مَقتل
وكأنهم خلِقوا بلا أذهان

وغدوتِ بي فنانة مَرغوبة
تُغري بسِحر جمالها الفتان

وإلى هنا الهيجاءُ خفَّ أوارها
وخبا الشِّجارُ ، وأطرَقَ الخصمان

وضعتْ حروبُهما ضُحىً أوزارَها
وبدمع كلٍّ أغرقَ الوجهان

مِن بعد مَسخرةٍ وأحقر فِتنةٍ
شبتْ تُحَرِّقُ مثلما النيران

قلتُ: اهدآ ، وتسمَّعا لمقالتي
فعسى أوَضِّحُ للغفاة بياني

فلأنتما ومَن اقتدى بكما غثا
كغثاء سَيل فاضَ كالطوفان

أنتم ضحايا هزلكم وسُعاركم
وبكم يَشِيعُ الدُّعرُ في البلدان

والزوجُ أسُّ بلاء زوجته التي
نشرَتْ فساداً كالحميم الآني

روتينُها اليومي أغوى أهله
وأصابَهم بالهزل والهذيان

توبوا إلى الله الغفور ، وأحسِنوا
ليُقابلَ الإحسانَ بالإحسان

وتعلموا الإسلامَ ، والتزموا به
وتجَمَّلوا بالشرع والإيمان

فانون أنتم ، والفلوسُ ودُورُكم
والخيرُ – وفقَ الدين – ليس بفان

مناسبة القصيدة

(لهزال الصلة بين بعض أشباه الرجال وبين زوجاتهم ، ولضعف الإيمان بالله ورسوله واليوم الآخر ، ولطغيان حُب التربُّح من المال الحرام ، يَعمَد هذا البعضُ من أشباه الرجال هؤلاء إلى سلوكياتٍ مُزرية وتصرفاتٍ مُخزية ، تحت مُسميات شتى منها إخراج حلقات خاصة بالطبيخ والغسيل والتنظيف والابتكار في التدبير المنزلي ، ويُعطونها اسم: (الروتين اليومي) تلك التسمية الملعونة الفجَّة القذرة التي أخذوها عمداً عن غير المسلمين في وسائل تواصلهم الاجتماعي: (Daily Routine) ، والغربيات – وفقاً لتقاليدهن وعقائدهن – لا يُبالين بلباس ولا بهيئةٍ ولا بتبرج مَشبوه ، ولا بسفور مَعتوه ، ولا بأسلوب كلام مَكروه ، ولا بحركات قوام مَشدوه! فإذا بنا نجد بعض المتمسلمات أو المسلمات المخالفات عن هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – يفعلن نفس المخالفات الدنيئة والممارسات القذرة التي لا يألفها ولا يُقرها الطبعُ القويم ، ولا الذوق المستقيم ، ولا العقل السليم ، فضلاً عن الشرع المطهر الحكيم! ودليلنا على تدينهن في الظاهر – ولو صورياً بالإسلام – طلبُهن المُلِح المتكرر بين الفينة والفينة من المشاهدين والمشاهدات – ذكرَ الله تعالى ودعاءَه وتسبيحَه والصلاة على نبيه – صلى الله عليه وسلم -! وللأسف الشديد أن أحدهم يقوم بتصوير زوجته بملابس نومها مثلاً ، وهي تُرتب سريرها ، أو وهي تكنس غرفتها وتنظفها ، أو وهي تغسل أو تنظف ، بحُجة إفادة النساء الأخريات ، هذا في ظاهر الأمر ، بينما الحقيقة هي نشرُ الفاحشة في المجتمعات ، بداعي الحصول على المشاهدات وكسب المال الحرام! ونحن نسأل: ما علاقة الطبيخ والتنظيف والتغسيل والتصنيع والابتكار بالعُري البهيمي الفاضح؟!)
© 2024 - موقع الشعر