(حياتُهم ثمنُ حقهم)! - أحمد علي سليمان

حقيقة لا تَستتِرْ
بنصِّها جاءَ الأثرْ

إن الصراعَ مُضرمٌ
ما بين خير – إي – وشر

كم سَطرَ التاريخ في
أسفاره أسمى العِبَر

والباحثون سَجَّلوا
جرائماً لا تُغتفر

يَندى الجبينُ آسفاً
مما أتى أعتى البشر

كم أنبياءَ قتِّلوا
يا للفجور المُستعر

كم مرسلين عُذبوا
والنص عنهم مُستطر

كم مُصْلِحين جُندِلوا
والنيلُ منهم مشتهر

كم عالِمين حُرِّقوا
والسفرُ أرداه الشرر

لا يَقبل الجهلُ الهُدى
والعلمُ يقلوه الغجر

فالمجرمون زمرة
للعِلم ليستْ تنتصر

بهم يَسودُ باطلٌ
ويَنتشي ، ويَزدهر

وكم ترُوجُ سُوقه
في الناس في سهل وبَر

لكنه مُؤقتٌ
هيهات يوماً يستمر

له انتفاشٌ في الدنا
يأوي إليه كل غِر

وانظرْ إلى أهل التقى
يُقوِّمون ما انكسر

ويُصْلِحون واقعاً
إلى الهداية افتقر

ويَرفعون شأنه
مهما تمكنَ التتر

لا يَأبهون بالأذى
لا ينظرون للضرر

أرواحُهم رخيصة
هانت عليهم في الغِيَر

إذ قدَّموها حِسبة
عند المُليك المُقتدر

مناسبة القصيدة

(إن هناك صراعاً بين الحق والباطل ، بين الهُدى والضلال ، بين الرشاد والغي ، بين الخير والشر! فمن الذي يدفع فاتورة هذا الصراع؟! إنهم أهل الحق سواء كانوا أنبياء أو رسلاً أرسلهم الله تعالى ، أم كانوا مصلحين ، أو مفكرين أو علماء! وفي النهاية تكون نصرة الحق والخير والهدى والرشاد! ويندحر الباطل! ولكن بعد أن يكون الحق والخير قد دفعا ثمناً باهظاً وتكاليف عظيمة في سبيل ذلك! مات رسول الله – صلى الله عليه وسلم مسموماً ، وتعددت محاولات اغتياله وقتله! كما تعددتْ محاولات قتل إخوانه الأنبياء والمرسلين من قبل! مات عمر بن الخطاب (رضي الله عنه وأرضاه) مقتولاً! ومات عثمان بن عفان (رضي الله عنه وأرضاه) مقتولاً. مات علي بن أبي طالب (رضي الله عنه وأرضاه) مقتولاً ، مات في السجن! الإمام الأعظم أبو حنيفة مات بعد الضرب الشديد في محبسه. ﻣﺎت ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺟﺒﻴﺮ ﻣﻘﻄﻮﻉ ﺍﻟﺮأس. مات محمد بن نوح مسجوناً. وﻣﺎت ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ فاراً مطارداً. وﻣﺎﺕ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﻣُﺤﺎﺻﺮاً. ومات البخاري مهجوراً شريداً. وﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﺴﺎﺋﻲ ﻣﻘﺘﻮﻻً. القاضي ﻋﻴﺎﺽ مقتولاً. وﻣﺎﺕ ﺍﺑﻦ ﺣﺰﻡ ﻣﻄﺎرداً. وﻣﺎت ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ اﺑﻦ تيمية ﻣﺴﺠﻮﻧﺎً. ومات نعيم بن حماد في السجن بسبب فتنة خلق القرآن ، وكان مقيداً فأوصى أن يدفن بقيوده ، وقال: إني مخاصم. ومات الإمام البويطي مقيداً في الحديد ، في القرن الثالث الهجري في الامتحان بفتنة خلق القرآن! كتبت في هذا الأمر هذه القصيدة على منهوك الرجز!)
© 2024 - موقع الشعر