مــتى ألــقاكِ يــا أغــلى صديقةْ - عبدالناصر عليوي العبيدي

متى القاكِ يا أغلى صديقةْ
---------

وقفتُ أمامَ عينيها الرقيقةْ
بصمتٍ دامَ أكثرَ من دقيقةْ

أحدِّقُ باحترامٍ وَ يْكَأني
أطوفُ شوارعَ القدسِ العتيقةْ

فأدّيتُ التحيةَ باحترامٍ
كجنديٍّ من الدولٍ العريقةْ

مخاطبةُ الجمالِ لها طقوسٌ
وأفضلها يكونُ على السليقةْ

ففي العينين أسرارٌ حيارى
تناديني لأكتشفَ الحقيقةْ

لمحتُ بعمقها أسرارَ عشقٍ
فأبدتْ لي تفاصيلاً دقيقةْ

ذهبتُ مع الخيالِ إلى بعيدٍ
وراءَ الغيمِ وديانٌ سحيقةْ

لعبقرَ في بلادِ الجنِّ أمضي
وحيداً والمخاطرُ بي مُحيقهْ

لأكتبَ في محاجرِها حروفاً
تحلِّقُ مثلَ أطيارٍ طليقةْ

وتأتي في سكونِ الليلِ سراً
عسى تلقى لمخدعِها طريقةْ

تخبِّرُها بأنَّ هناكَ قلباً
به في كل زاويةٍ حريقةْ

ألا هبّي لنجدتهِ سريعاً
وكوني كالملاكِ به رفيقةْ

تجلَّى من سنا الخدينِ صبحاً
به انبهرتْ أزاهيرُ الحديقةْ

وقطراتُ الندى في الثغرِ لاحتْ
كلؤلؤةٍ تنامُ على عقيقةْ

تغارُ الرِّيمُ والغزلانُ منها
فراشاتُ الحقولِ لها عشيقةْ

فذي سفني التي خاضتْ بحوراً
بعينيها لقد سقطتْ غريقةْ

أيا صنوَ البدورِ خلاكِ ذمٌّ
كما الملكاتُ فارهةٌ أنيقةْ

فمن نخلِ العراقِ بها شموخٌ
كما بغدادُ ناعمةٌ رشيقةْ

بعيدٌ عنكِ تأكلُني المنافي
متى ألقاكِ يا أغلى صديقةْ

فحبكِ في الحشا قد باتَ بعضي
وقدْ رَسَخَتْ له أُسُسٌ عميقةْ

-----
عبدالناصرعليوي العبيدي

© 2024 - موقع الشعر