مــتى يَصْحو الضميرُ ويستفيقُ - عبدالناصر عليوي العبيدي

رَجَوتُكَ يا إلهي والطريقُ
طويلٌ والشرورُ به تُحِيقُ

فأَمشي والظلامُ لهُ اِمتِدادٌ
ولا أدري متى يأتي الشروقُ

وَتُرْهِقُني همومٌ مُوحِشَاتٌ
يكادُ الكونُ في صدري يضيقُ

فلا أحدٌ أبثُّ أليهِ حُزْني
ولا هادٍ يدلُّ و لا رفيقُ

تكالبَتِ النوائبُ والرزايا
وباتَتْ حدَّ طاقتِنا تَفوقُ

تُشَرِّدُنا الزلازلُ حيثُ شَاءَتْ
وتَقتلُنا العواصفُ والبروقُ

وبِتْنَا كالسَّفِينِ بلا مراسٍ
تُحَرِّكُها السَّمُومُ أو الخَرُوقُ

بنا قد ضَاقَ أهلُ الأرضِ ذَرْعاً
فلا أحدٌ لرؤيَتِنا يطيقُ

فََيَغْمِزُنَا النَّطِيحَةُ دونَ ذَنْبٍ
ويَشْتُمُنَا مِنَ الأنْذالِ بوقُ

كأنَّا قد سَرَقْنَا الشّمسَ يوماً
وأصبحنا لنهضتهم نُعُيقُ

كأنَّ العُرْبَ ناموا في سُبَاتٍ
متى يَصْحو الضميرُ ويستفيقُ

عبدالناصر عليوي العبيدي
© 2024 - موقع الشعر