صديقة العمر(فصحى) - مهدي ال سميطان

‏صديقةُ العمرِ لاتُبكيكِ مأساتي
ولا تخافي من الإبحارِ في ذاتي

‏فالحزنُ لولاه ما عمرّت قافيةً
ولا عرفتُ طريقاً لابتساماتي

‏كل الحكايات أحلام مبعثرةً
فمن ستغريه في الدُنيا حكاياتي

‏لا تسأليني عن الأيامِ معذرةً
تلك الحماقاتُ ما كانت حماقاتي

‏ماذا أحدّثُ عن تاريخِ ذاكرتي
ولستُ أذكرُ إلا الآه مولاتي

‏عشرون عاماً رياحُ الخوفِ تعصفُنا
والشعرُ ينزفُ مكشوفَ الجراحاتِ

‏عشرون عاماً بلا شمسٍ مدينتنا
‏ما أعتمَ الدهرَ لولا ضوء مشكاتي

‏فلنحزن الآن ليس الحزنُ يقلقني
فلستُ أرتاحُ إلا في معاناتي

‏ولنبكي الآن ليس الدمعُ يُخجلني
فدمعةُ العشقِ بعضُ من كراماتي

‏حبيبتي فاحزني كالطهر في بلدي
فأجمل الحزنِ أحزانُ الجميلاتِ

‏حبيبتي أنتِ.أشعاري.مدونتي
ضوء المصابيح أسراب الفراشاتِ

‏على ذراعيّ ميلي غير خائفةٍ
إذا تلوتُ على عينيك ِ آياتي

‏ يمسي على ثغرك ِالتسبيحِ مبتهلاً
فكيف تغلقُ أبوابَ السماواتِ

‏السحرُ ماجاء في عينيكِ من عبثٍ
والشعرُ ما جاء مكتوباً بتوراتي

© 2024 - موقع الشعر