رجل جمع القرآن صوتياً! (لبيب سعيد) - أحمد علي سليمان

تسجيلك القرآنَ خيرُ بيانِ
كالشمس تُذهِبُ دُلجة الأكوانِ

هي فكرة قد أشرقتْ نفحاتُها
أدلى بها فذ عظيمُ الشان

نشرتْ كتابَ الله في سمْع الدنا
وتلا كلامَ الله كلُ لسان

ما بين ترتيل وتجويد غزا
بجمال مَن قرأوهُ كلَ مكان

لقِيَتْ رَواجاً عند قوم أحسنوا
وتحمّسوا لإذاعة القرآن

واليومَ آتتْ يا(لبيبُ) ثمارَها
وتحققتْ يا شهمُ عذبُ أمان

وإذا بترتيل المصاحف يُقتنى
ويُذاعُ – في المِذياع – كل أوان

إنا لنفخر باللبيب أذاعها
من نصف قرن دون أي توان

بذلَ الكثيرَ لكي يُحقق ما ارتأى
بل ظل عقداً – في البلاء - يُعاني

وتحمّلَ العنت الكثيرَ لكي يرى
أملاً يُحَققُ رغمَ أنف فلان

لم يألُ جهداً ، والحقائقُ مُرة
وتكفلَ التاريخُ بالبرهان

هو شجّعَ القراءَ أن يتجرّدوا
في بذلهم للواحد الديان

وليرقبوا الأجرَ العظيمَ مُضاعفاً
عند المهيمن في عليّ جنان

أنا يا(لبيبُ) أسُوقُ شعريَ شاكراً
لك ما بَذلت ، فإن ذا شُكراني

يا ربنا ارحمْهُ ، وأعظِمْ شأنه
واغفرْ له ما جاءَ مِن عِصيان

مناسبة القصيدة

(هل تعرف الرجل الذي جمع القرآن صوتياً؟! إنه بعد أن جمع أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه القرآن خطياً ، قام هذا الرجل الطيب المبارك (ولا نزكي على الله ربنا أحداً) بطبع المصحف المرتل في أسطوانات في مصر ، لأول مرة في تاريخ الإسلام يوم السبت 28 من شهر الله المحرم عام 1380هـ ، الذي وافق 23 يولية عام 1960م صاحب الفكرة المباركة العبقرية في الجمع! ‏أقصد في الجمع الصوتي للقُرآن الكريم هو 《 الدكتور لبيب سعيد 》 من مصر رحمه الله ، والكثير منا للأسف لا يعرفه بأنه صاحب فكرة تسجيل المصحف لكبار القراء ، وكان همه أن يُسجل القرآن الكريم على أسطوانات ، وأن يذاع في المحطات برواياتٍ مختلفة! لقد عرض الفكرة على الشيخ محمد شلتوت شيخ الأزهر فى ذلك الوقت فوافق عليها واستحسن الفكرة! ‏وكان وقتها الدكتور لبيب السعيد يشغل منصب المراقب العام لمصلحة الاستيراد ، ومنتدبًا للتدريس أستاذاً بكلية التجارة جامعة عين شمس ، وقد انتقل الدكتور لبيب السعيد إلى وزارة الأوقاف ليُشرف على تنفيذ المشروع! قال《الدكتور لبيب السعيد رحمه الله》بأن الحاجة ماسَّة إلى هذه الوسيلة ‏بالنسبة للدول الإسلامية غير العربية ، بل هذه الدول في أمس الحاجة ، حيث ستساعد ناشئتها على حسن تلقي القُرآن عبر الاستماع إلى كبار القُرَّاء المُتقنين ، وانتشار القرآن بفضل هذه الوسيلة سيكون أوسع ، وطلابه سيكونون أكثر ، والمصحف المسموع سيكون سبباً في زيادة توثيق العلاقات بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها.)
© 2024 - موقع الشعر