جرح المتهم البرئ - أحمد علي سليمان

ضمّدِي جُرحي ، فما قلتِ كفى
إن دمعيَ - في البلوى - اختفى

غيّبَ الواشون ذِكرى فذةٍ
صاغها الذكرُ وهَديُ المصطفى

جَندَلوا بالإفك وَعْياً نابهاً
لم يجد عن إفك غوغا مَصرفا

وانطلى الزيفُ على مَهديةٍ
ولظى التضليل أودى بالوفا

كيف راجتْ فتنة مَسعورة
طرحتْ أرضاً حِمانا والصفا؟

كيف صدقتِ أباطيلَ الغثا؟
هل غدا الصدقُ يُحاكي الزخرفا؟

كيف أنصتّ لما هم دَجّلوا؟
إن دَورَ العقل أن يَستكشفا

ثم بانتْ خِدعة مَمقوتة
والفؤادُ البر – للرُجعى – هفا

بعد أن أهدرتِ بالسوآى دمي
وجراحي قررتْ أن تنزفا

دم مظلوم برئ لم يزل
يشتكي مَن عنه إفكاً زيّفا

هل سيُرضيني اعتذارٌ باهتٌ
لكُليماتٍ تلوكُ الأحرُفا؟

وجراحي هل سيَطويها البكا؟
والدموعُ هل ستُهديها الشفا؟

خِفة العقل تُصَلّي أهلها
ومصيرُ البُلهِ أمسى مُؤسفا

كِذبة الواشي تُدَسّي أمّة
وبها استشْرتُ عذاباتُ الجَفا

كم بها أبياتُ قوم خرّبتْ
وغدتْ - في الأرض - قاعاً صفصفا

كم بها أرواحُ قوم أزهقتْ
وبها استدعى البغاة الأسيُفا

زوجتي جدّي ، ولا تستنكفي
خابَ من عن هدْي ربي استنكفاّ

مناسبة القصيدة

جرح المتهم البرئ! (ينبغي أن يسود مبدأ التثبت والتحقق في كل ما تتطرق إليه أسماعنا! وعندئذٍ فقط لا يستقرُ في الضمائر إلا الحق والحقيقة! أما عندما نصدق الوشاة والكذابين والوضاعين في كل ما يقولون فلا تُحمد عقبى ظلم الناس وتضييع حقوقهم وتلبيس الحق بالباطل! أما عندما نتثبت فعندئذ توضعُ الأمور في نصابها!)
© 2024 - موقع الشعر