أنت جنتي - أحمد علي سليمان

ألا يا زوجتي الفضلى
وبهجة خاطري المُثلى

رعاكِ الله مُؤنستي
وطيّب ذاتك الخجلى

أحِبك أنتِ مُرشدتي
لنيل المَطمح الأعلى

فكم ألهمتِ ذاكرتي
بحُسن القول يا فضلى

علمتكِ خيرَ صادقةٍ
تحِب الصدقَ والعدلا

وتنصحُ أهل شِرعتها
وفيهم تنشرُ الفضلا

أراكِ - اليومَ - عالمة
تصدّ الحمقَ والجهلا

وتدعو كل شاردةٍ
إلى ما ينفعُ العقلا

أحبكِ أنتِ مُلهمتي
وقلبي فيكِ كم أبلى

أحبُ لأجلكِ الدنيا
فأنت - مِن الدنا - أغلى

أحبكِ يا معلمتي
طباعاً سَمتُها الأحلى

كأني (قيسُ) إذ طلعتْ
له - في دُلجةٍ - ليلى

وكم باهيتُ مُحتسباً
بزوج تُسعد البعلا

وتملأ عيشه مرحاً
وتبذلُ خيرَها بذلا

أحبكِ زوجة رضيتْ
بزوج زادها شغلا

وتسترضي أقاربه
وإن هم أتقنوا الخذلا

أحبكِ أنتِ مؤمنة
توحّدُ ربها الأعلى

وتبلي في مصيبتها
بلاءَ المرأة الثكلى

أحب عباءة سترتْ
حبيبة قلبيَ النجلى

لأن حجابكِ الأسمى
يُحيّي الدينَ والأصلا

أحب الدارَ كنتِ بها
لقلبي الزوجَ والأهلا

أحب الأرضَ أنتِ بها
وإن تكُ صفصفاً سهلا

حماكِ الله مِن عين
تصيبكِ رمحُها العجلى

فإنك جنة الدنيا
تسرّ الزوجَ والطفلا

مناسبة القصيدة

أنت جنتي (مهما كتب شاعرٌ ما قصائد يهديها لزوجته التي أحبها في الله ، وتزوّجها على كِتاب الله وسُنة رسوله – صلى الله عليه وسلم – فإنني أراه مقصراً في حقها جداً. لأنها تستحق منه الكثير ، خاصة إن كانت صاحبة تصوّر وعقيدة بكل ما تعنيه الكلمة من معان ، وبكل ما تحتويه من مفاهيم. والحقيقة أنني كتبت لأم أولادي أم عبد الله ، أطول ثاني قصيدة في جُملة ما كتبت ، والتي بلغ عدد أبياتها (650بيتاً من الكامل وقافية اللام). وإن دل ذلك على شئ فإنما يدل على فرط الحب في الله – عز وجل -. وكان عنوان هذه القصيدة (لوعة الرحيل) ، أنشدتها عندما فارقتني في غربتي لأول مرة في صيف 1995م ، وكان عمري آنذاك (32 سنة)! أوعموماً قصيدة: (أنت جنتي) تم إنشادها في ألبوم (النور المبين) للمنشد الإماراتي الكريم المحترم / إبراهيم الهاجري!)
© 2024 - موقع الشعر