العيد عيدكمُ -انتصارية يتيم - أحمد علي سليمان

عيدانِ: عيدٌ مضى بالفرح مبتهجا
كأنه الفجرُ شقّ الأفقَ ، وانبلجا

تَرنَّمَ البشْرُ في أفراد أسرتنا
كأنه النور من سجن الدجى خرجا

واستمتع الكلُّ بالأفراح شادية
تُشجي القلوب ، وتُحْيي بالهنا المُهَجا

والأهل في صحبة الأحباب قد سعدوا
وكل خِلَّ بشكر الله كم لَهَجا!

يستقبلون قُدومَ العيد في طَرَب
هذا يُرَجِّع ألحاناً ، وذا هَزِجا

والذكرياتُ بماء الحُب تغمرُهم
ومِن تفضُّلها أضاءت السُّرُجا

والأمنياتُ لها صدىً يُداعبها
ولحنُ خاطرها بُعيدها امتزجا

ووالدي بيننا بَدْرٌ نتيه به
ونورُ رقته بلهونا اندمجا

أجاب كُلاَّ إلى ما كان يطلبه
ولم يُخيِّب لِما أمّلتُ فيه رجا

بل كان يحنو على قلبي ، ويرحمني
ولم يَرُدَّ فتىً يوماً إليه لجا

واليوم عِيدي خلا من كل بارقةٍ
والقلبُ من ألم الذكرى قد اختلجا

مَن ذا الذي يحمل الحلوى ليُفرحني؟
ومَن عن النفس ينفي الضيق والحرجا؟

ومَن يُعطّر ثوب العيد ألبسُه؟
ومَن يسوق لروحي الفرْح والفَرَجا؟

العيدُ عيدكمُ ، يا قومُ فابتشروا
والعِيدُ عيدُ الذي يلقاه مبتهجا

وأسال الله ربي أن يثبتني
إذ ليس يحزن مَن سبيله انتهجا

مناسبة القصيدة

العيد عيدكمُ (انتصارية) (أنشدتُ على لسان يتيم مسكين ، كان أبوه في العيد المنصرم معه ، يؤنسه ويهديه ويشمله بحنان الأبوة وحنوها! ثم فارق ذلك الأب الحياة إلى الرفيق الأعلى قبل هذا العيد بأيام. وحزن عليه ابنه الذي لم يتجاوز السنوات العشر. فتصورت ماذا يقول لنا اليتيم! إذ إنه راح يقارن بين عيده الماضي وعيده الحاضر! وفرْقُ ما بين العيديْن كالفرق بين السماء والأرض! ورحتُ أتخيل حاله وتِرحاله. إن مشوار اليتم لا يزال طويلاً! أسأل الله أن يتغمد كل يتيم مسلم برحمةٍ منه وفضل!)
© 2024 - موقع الشعر