أبكي ودموع العينِ تنزف كالدمِ

لـ عمر صميدع مزيد، ، في العتب والفراق، 21، آخر تحديث

أبكي ودموع العينِ تنزف كالدمِ - عمر صميدع مزيد

أبكي ودموع العينِ تنزف كالدمِ
أبكي وظنكُ العيشِ عدلهُ كدَمِي
 
وحال بُكائي أتَى من حالةِ العدمِ
فقطَّبتُ الفقرَ حتَّى لا يقطرَ بالدمِ
 
فأنا الذي خرجتُ من خيرِ أُمَّةٍ
ومن أشرفِ نسلٍ وأقدسِ الأُمَمِ
 
كانوا مثل الأقمارِ تبدو طوالعها
فتوارت الأقمار خلف كل ملتهِمِ
 
كانوا كفجرِ الصبحِ في اشراقهِ
فجارَ ظلمهم وظلمي بات مُتهمِ
 
فرجوتُهم العطف وقد عطفوا
لكن على تلفي كأني من العجمِ
 
فتأملتُ خيرهم حتى ذاب أملي
وسائت الأحوال حتى ازداد ألمي
 
فلم تُبصر الأفراح عيني إلَّا بشقٍ
ولم أفوه بالكلَمِ إلَّا عن أهلهم القُدُمِ
 
وأصبح رقادي عن أولادي يُقلِقُني
كيف أغفو مُطمئِناً من ذاك الوهمِ
 
ولي جفونٌ بغير السُّهدِ ما اكتحلت
ولي رسومٌ تقصف العمر بالسُّقمِ
 
قالوا سهوتَ ، فقلتُ الصَّبر يألفني
قالوا يئِستَ ، فقلتُ الفاء في ألمي
 
قالوا دع ، قلتُ هذا تراب وطني
قالوا ادفع ، قلتُ ليَ حقٌ مع القومِ
 
فلا تعتبوا إني معذورٌ من الأعرابِ
وغداً سيأتي الصبح كاشفاً للظُّلمِ
 
فما أوسع الأوطانَ وللهِ الكونُ كلهُ
لا منزلاً ، والدوابُ ترعى بلا غُرمِ
 
والأبوابُ موصودةٌ من كل صوبٍ
فإما ابقى منفيَّاً أو أموتَ كمُحتشمِ
 
أبوفراس / عمر الصميدعي
مراجعة الأستاذة / نزهة ابراهيم
6 يوليو 2023
© 2024 - موقع الشعر