الضحى الواجم - حامد حسن معروف

یا ضُحى اليومِ مالضاحيكَ واجمْ ؟
مُشفقٌ أم صباحُكَ الطَّلْقُ آثمْ ؟
 
أم شهدتَ المصرَّعينَ و للدن
يا وجيبٌ عليهُمُ وغماغمْ ؟
 
یا وروداً ذوتْ أيبتلُّ جيبُ ال
فجرِ من بعدها وتندى النسائمْ ؟
 
یا لشجو الصَّباح ِ والرَّوضِ والأنْ
داءِ إنْ ماتَ وردُها في الكمائمْ
 
يا ابنةَ العلمِ ما أبوكِ علی عِزَّ
تهِ غیرَ مُثقل ٍ بالجرائمْ
 
تارةً يوسعُ الحياةَ وطوراً
يجعلُ الكونَ دونَ حلقةِ خاتمْ
 
مولعٌ يعشقُ الحياةَ ويبني
كل هدَّامةِ الحياةِ وهادمْ
 
لِغْ بزاكي الدِّماء يا مالك الدُّ
نیا ونقِّل خطاكَ فوقَ الجماجمْ
 
جنحتْ والجحيمُ بين جَناحي
ها مُثارٌ وما من الهولِ عاصمْ
 
يا صباحَ الخدودِ هل غادرَ الحس
نُ خدوداً وأعيناً ومعاصِمْ ؟
 
إیه ِ"عبد الكريم" یا عبقَ الطّي
بِ إذا هدهدَ النسيمُ البراعمْ
 
یا نجيَّ الجمالِ هذا "عُكاظ" الش
عرِ والقومُ يشهدونَ المواسمْ
 
غير أنَّ البيانَ ينصبُّ في الأس
ماع ِ جمراً وغصَّةً ومآتِمْ
 
رفَّ في ناظريَّ حُلماً نديَّاً
عاطرَ الطَّيفِ هادئَ الظِّلِ باسِمْ
 
نم قريرَ الجفونِ تسكبُ في سَمْ
عكَ لحنَ الخلودِ غیدٌ نواعمْ
 
أطلعتْ في ضحى التَّرائبِ نجمي
نِ علی بُرعُميهما الفجرُ حالمْ
 
بلبلُ الرَّوضِ نفَّضَ الفجرُ عن جَفْ
نيهِ أحلامهُ وما زلتَ نائِمْ
 
واستفاقَ الربيعُ من ضجعةِ العم
رِ وما زلتَ هانيءَ الجفنِ ناعِمْ
 
قمْ وسامرْ نجيَّكَ الشِّعر فالَّلي
لُ نديُّ الذيولِ والنَّجمُ ساهِمْ
 
وعلى الشّرق بسمةُ الفجرِ فالصب
حُ إذا ما تبسَّمَ الفجرُ قادمْ
 
خُذْ من الفجرِ لونَهُ ومن الصب
حِ أهازيجهُ الحوالي ونادِمْ
 
واسكبِ السَّاحراتِ تنهلُّ في الأس
ماعِ نجوى الهوى ورجعَ الحمائمْ
 
الرَّياحينُ و النَّدامى علی النَّا
دي ، وهذي الكؤوسُ ملأى فساهِمْ
 
رقرِقِ الثَّغرَ دمعةً وابتساما
تٍ .. وقلباً بعالمِ الحبِّ هائمْ
 
واهده للقلوبِ نعمی وللآ
ذانِ نجوى وللجراح ِ مراهِمْ
 
لكَ يا ربُّ رغبةٌ في ضحايا
نا فرادى شبابِنا والتوائِمْ
 
فتقبَّلْ إليك أربعةً كالصُّ
بُحِ ألوى بها القضاءُ الغاشِمْ
 
في صباحِ الحياة في شفقِ ال
آمالِ في ميعةِ الشبابِ الحالِمْ
 
يا ابن "عبد الكريم" لا يهنأ الشَّا
متُ فالغيلُ أهلٌ بالضراغِمْ
 
لا تهن إن تعاظمتْ نُوبُ الدَّه
رِ فما للعظیمِ غيرَ العظائمْ
 
إنهُ الأمرُ لا كما يزعُمُ النَّا
سُ وحكمُ القضاءِ فوقَ المزاعمْ
 
فلتُرِ النَّائباتِ دمعاً عصيَّاً
إنْ توالتْ وعاصفاً من عزائمْ
 
الضُّحى في يديكَ والفجرُ والأط
یابُ ، أم رحت فامسح التُربَ لاثِمْ ؟
 
یا قبوراً يزفَّها القُبَلَ النَّج
مُ ويشتاقُ طيبها كلُّ ناجمْ
 
لا تعدَّيتِ سقيها یا دموعَ الصِّ
یدِ یا مائجَ الضُحى یا مراحِمْ
© 2024 - موقع الشعر