و شعري في أبيك و فيك فرض - حامد حسن معروف

إذا قِيلَ : الرَّويَّةُ والأناةُ
أَشارَ إليكُمُ النَّفَرُ الثِّقاتُ
 
لأنَّ أباكُمُ ، وبني أبيكمُ
وسابِقكمْ ولاحقكمْ هُداةُ
 
تفجَّرَ ذكْرُهمْ ألَقاً وطيباً
لأنَّ نديَّ ذكرِهمُ صلاةُ
 
وأنتمْ دوحةٌ سمقتْ وطالتْ
مُنقَّاة المَنابتِ ، مُصطفاةُ
 
هُنا مثْوى أبيكَ ومنْ تناهتْ
إليكَ بهِ العُلى والمكْرماتُ
 
هُنا وُرَّادُهُ : وهُنا مَعينٌ
إذا اسْتسقيتُهُ ، وهُنا فُراتُ
 
لوِ انْهلَّتْ سحائبُهُ لأربتْ
بها ، واهْتزَّتِ الأرضُ المواتُ
 
تلاقى النَّازلونَ بهِ حَجيجاً
ورُكْبانُ المقاصِدِ ، والمُشاةُ
 
لنا ولْيشْهدِ التَّاريخُ قُربى
توحِّدُ بيننا ، ولنا صِلاتُ
 
فكيفَ يكابِرُ البُرهانَ قومٌ
وقد قامتْ لديهِ البيِّناتُ ؟؛؛
 
تنكَّرَ للحقيقةِ مُسْتغلٌّ
وتجَّارُ المصالحِ والجُباةُ
 
وكمْ جهدوا ليسْتتروا ولكنْ
بدوا للنَّاظرينَ وهمْ عُراةُ
 
فكمْ حطَّمْتَ من صنَمٍ بغيضٍ
تعبَّدَ حولهُ الصُمُّ العُماةُ ؛؛
 
فلا نسْراً تركتَ ولا سواعاً
ولا العُزَّى هُناك ولا مناةُ
 
خوارجٌ يدَّعونَ وكلّ دعوى
يجيءُ بها الخوارجُ مُفتراةُ
 
صحبتُكَ ياتقيُّ فجانبتْني
بصُحبتِكَ الغوايةُ والغُواةُ
 
إذا صابحتَ أو ماسيْتَ قوماً
تعطَّرتِ الصبيحةِ والمساةُ
 
وتمشي في الثَّرى قدماكَ هوناً
فتنْدى منْ مسيسِهما الحَصاةُ
 
هُنا مثْوى أبيكَ ومنْ تناهى
إليكَ بهِ الهُدى والمكْرماتُ
 
تباركَ في الحياةِ وطابَ ذِكْرى
وفي المثْوى تقدَّستِ الرُّفاةُ
 
تفجَّرتِ المشاعرُ والقوافي
بهِ ، واسْتمطرَ العفوَ الخُطاةُ
 
وقفتُ بهِ فعاودَني حَنيني
وعهْدي ها هُنا والذِّكْرياتُ
 
وشِعري في أبيكَ وفيكَ فرضٌ
كما فُرِضتْ على اليُسرِ الزَّكاةُ
© 2024 - موقع الشعر