حكمة الهجرة - حامد حسن معروف

قريشُ العنجهيَّةِ والجهالهْ
أتؤمنُ؟ كيفَ تؤمنُ بالرِّسالهْ ؟
 
إذا العدوانُ كانَ شعارَ قومٍ
فهل ترضی طباعُهُم العدالهْ ؟
 
وما ضمنتْ لسيِّدِ آل حربٍ
تجارته وعزَّته ومالهْ !؟
 
أخو إحنٍ تكادُ تشفُّ عنها
غلالتُه و ما خلفَ الغلالهْ
 
أدارَ الكأسَ كأسَ الحقدِ ملأى
و عبَّ عصيرها حتَّى الثُّمالهْ
 
و ليلة َ بيَّتَ السُّفهاءُ أمراً
و أقسمَ كلُّ سيفٍ أن ينالَهْ
 
و أذكاهمْ "أبو لهبٍ" لهيباً
و أوسعها "أبو جهلٍ" جهادهْ
 
مضى حذراً و صاحبه و جَافى
كلا الرَّجُلين موطنَهُ و آلهْ
 
وغادرَ في الفراشِ أخا حِفاظٍ
يجودُ بنفسهِ ونفيسِ مَالهْ
 
حسامٌ أرهفتْ، أمضتْ، أجادتْ
يدُ الرَّحمنِ مُبدعِهِ صِقالهْ
 
رمی في کلِّ معركةٍ فأصمَى
وأحكم في مقاتلِهم نبالهْ
 
وحسبك بالفداءِ وصانعيهِ
علی ما في نفوسِهمْ دلالهْ
 
أيعلمُ من يخبِّيءُ غارُ ثورٍ
ويُدركُ سرَّ من عبرا خلالهْ ؟
 
وكيف تواثبَ القومُ الغَضابى
إليهِ؟ وأحجموا وهمُ حيالهْ ؟
 
وجللَّت السّكينةُ كلَّ شيءٍ
هناكَ وعطَّرتْ حتَّى رِمالَهْ
 
خلتْ جنباتُ مكَّةَ من سناهُ
و "یثربُ" أحدقت بالبدرِ هالَهْ
 
وهاجر لا لخوفٍ منْ قريشٍ
ولكن ... للحفاظِ على الرِّسالهْ
 
"أبا الزَّهراءِ" فیضُ نداكَ هامٍ
ترشَّفَ كلُّ ذي ظمأٍ زُلالَهْ
 
ودوحكَ عاطرُ النَّفحات حالٍ
تفيَّأ كلُّ مضطهدٍ ظلالهْ
 
فرشتَ لنا الضُّحى درباً ونأبَى
سوى الإدلاجِ في عمهِ الضَّلالهْ
 
رحیمٌ يوسعُ الضُّعفاءَ عطفاً
وما عثرَ امرؤٌ إلَّا أقالهْ
 
تقاصرَ عنكَ طائلُ كلِّ مدح ٍ
فكيف أفيكَ حقَّكَ في عُجالهْ
 
عملت لأمَّتي ولخيرِ قومي
ولكنَّي برئتُ من العمالهْ
© 2024 - موقع الشعر