رسالة البوعزيزي - عبدالستار العبروقي

رسالة البوعزيزي
بقلم الشاعر التونسي
عبدالستار العبروقي
 
يا أرضنا،
يا تونس الخضراء، يا حبيبتي
لقد وجدنا دربنا
و عزة الأحرار في قلوبنا
ورغبة الإبحار و السفر
رسالة البوعزيزي ومضة
دامية الشجن
اشتعلت بالليل لحظة ،
فارتبك الزمن
و ارتجفت من وقعها المميت
جماجم التلال ،
وانتحب الشجر
بعد البكاءْ ، بعد الذهول و الشجى
انتفضت أرواحنا غاضبة
كالريح، كالأنواء
جامحة كالبرق
تستنفر الدماء
و اندلعت من العدم
من الجراح النازفة
من الألم
من الحقول الواجفة
من الظمأ ،من الصدأ
من دمعة الأطفال
اندلعت ثورتنا كاسحة
تمزق الخنوع و الأوحال
تبعثر الأغلال
كأنها الإعصار
يا ويله الطاغية الجبار
يا ويل من عذبنا
و صادرت أوكاره السوداء
أحلامنا و الحب و الأفراح
يا ويله السفاحْ
هل ننسى أننا أحفاد الثائر يوغرطة
و خيرة الأبطال و الحضرْ
لقد حسمنا أمرنا
و ابتدأ السفرْ
بروحه البوعزيزي قد أوقدنا
وأجج الحياة في قلوبنا
و رغبة الإقلاع و الظفرْ
فما الذي يمنعنا من أ ن نكون ؟
وما الذي سوف نرى ؟
إن لم نر الوجود
ولم نر أغصاننا تعانق النجوم
لا خوف بعد اليوم
لقد نمت آفاقنا
و ارتجت السدود
فاندلقت دماؤنا صاخبة
تخضب التراب و الأيام
تبدد الظلام
و من صدى الوديان
تقدمت أمواجنا كاسحة
تبعثر القلاع الجائرة
مفعمة بالدمع
تحطم الأقفال و القيود
هل يستطيع الليل
أن يحجب البركان إذ يثور؟
أو يلجم الرعود ؟
لا شيء بعد الآن
قد يوقف المد الذي يدفعنا
أو يكسر الصمود
و رغبة العبور والسفر
لقد أقسمنا للحياة
أن نبعث الفصول من جديد
و ننسف الظلام أو نموت
وليسخر القدر
DEGAGE
اندلقت من الضلوع
من أعماق الأرض
كالسيف، كالزلزال
تؤجج الغضب
و اشتعل الصدى
يردد الموقوتة الصماء
بن علي ديقاج
و بكل حزم بن علي ديقاج
ديقاج ، ديقاج ، ديقاج
و ما استطاع ألقتله
و لا الصراخ و البكاء
و لا الرصاص
أن يوقف الزلزال
وفجأة...قبل الغروب
انبلج المدى
و انقشع السحاب
إذ فر من منْ كبلنا عقود
بالقهر و الحديد
و النار والترويع والجليد
فانسحب الظلام
و ارتفعت أصوتنا صادحة
تردد النشيد
حماة الحمى يا .........
 
عبدالستار العبروقي
14مارس 2011
© 2024 - موقع الشعر