رسوم الود - ابراهيم فراج الزعبي

جيت المنازل وابي خلً يعيش أبها
وأثر المنازل غراب البين نادبها

من عقب ماشفت خلو الدار و أطرافه
أيقنت بْن الليالي في تقلبها

واقف وجسمي على الساقين ياثقله
مايعرف الوصف غير الي يجربها

ومشيت وآجر خطواتي على منه
ياكن رجلي تعاقبني وعاقبها

أشوف أنا بيتها وبيوت ديرتها
كنه من العام خاليةً جوانبها

وأقبلت للدار والدهشه تراودني
وش هو طرى للعيون الحور وذهبها

ثم جيت والباب بسلوبهْ يناجيني
كنه يعزي حبايب في حبايبها

وقمت أنشد الدار عن نورً سكن فيها
لعل صم الحجر تنبي بغايبها

مير الدير ماتبلّغ من طلب حاجه
واللي بكى الدار عينه لايعذبها

يوم أبحث الرسم يودع لوعه وحسره
ليت السوافي تعجل في تشطبها

ماهوب من كره لكن من دواء عله
لعلها تنطفي فيني لهايبها

لوكان نحت الصفا من طبعه الكايد
لو زلت مرسومها تبقى لناسبها

وأنا علي من رسوم الود مايودع
الموت مثل الحياه ب عين صاحبها

ما غير ألد النظر فالمرقب الشامخ
وأقول للريح من شوقي وأخاطبها

ياذاري الريح لاهبت من الغربي
سقها على خاطر المشتاق وطربها

سقها لعل الهواء يحمل بطياته
نسمات تثر على العاشق تذبذبها

يسقي عروق المتيم طيف خلانه
لاجت من ديار خلانه هبايبها

ويضرب به الوجد في عبرات قتاله
ترخص دموع الضواري من سبايبها

ويروح كنه من العالم فقد صبره
ماعاد له حيلةً فالوقت يطلبها

ذا ماقف الضيق والمعتاز له حاجه
مدري متى الحظ للضامي يوجّبها

هو ينتظر لليال الخالية ترجع
والا يرّوح معه شطرٍ يناسبها

ويقول للدار مما قاله بديوي
(خل المنازل وقل للبين يندبها)

© 2024 - موقع الشعر