رسوم على الحائط - سعد الحميدين

تجيئين قلت مع الغيم، قلت.. تجيئين عند
 
احتدام الرعود وقلت.. تجيئين عند المساء
 
وعند بداية كل صباح وقلت.. وقلت وكان انتظار.
 
****
 
بنيت على الدرب كوخ انتظار لعلِّي أراك بفصل
 
الربيع مع العشب حين يجيء المطر.. وهبَّت رياح
 
الشمال مرارا.. مرور القطار.. الخريف وليس
 
هنالك غير انتظار.
 
****
 
وأيوب.. كان الكتاب.. الجريدة، ترحل
 
قرب الصباح بوادر حلم اللقاء البعيد.. وتنسج
 
ثوبًا.
 
****
 
ويا باكورة الأحلامِ.
 
إن جاءتك آهاتي
 
تسيل على دروب التيه رنّانه.
 
أجيبي بالنداء الغائر النبراتْ
 
وقولي عندها: كان اللقاء البكر حادينا.
 
وكم ماجت ظلال عرائش الذكرى
 
علينا عندما كنا
 
****
 
يرود بقاع التذكر سحر الجفون، يشد حزام
 
اللقاء الذي كان يومًا قصائد تتلى، يؤطرها الشوق
 
والحلم واللهفة المخملية بين بريق العيون وهمس
 
الشفاه.
 
****
 
وتطفو على السطح كل القشور، يعوم بها الموج
 
.. والموج يحدو الأولى ضاع منهم على الشط سِفْرُ
 
التذكر.. يعصف.. يعلج.. يخطف.. كل
 
الحكايا.. حكايا انتظار
 
****
 
يجيء غناء الأحبة قبلا - قفا نبك أو - يا فؤاديَ
 
رفقا - علامات حب يلقنها الوجد للصب وقت
 
الرجوع
 
****
 
أنا ما زلت أحفر في الجدار،
 
أحدد الأيام.
 
لعل خيالك الليلي..
 
يرسف في قيود العين.
 
وألمس نشوة التذكار
 
فليت نهاية الأشياء
 
تعود إلى بدايتها..
 
تجيء حبيبتي الأولى
© 2024 - موقع الشعر