تذكرة سفر ملغية - سعد الحميدين

مسافرةٌ، تلك كانتْ عيونُ الصباحِ، إلى النهر للواد نحو الصحارى، مسافرةٌ عند كل صباحٍ وزوّادتي تأكل ظهري، أجوس المسافاتِ، أينَ الطريقُ؟، وخلف غيوم السجائرِ أبحث عن صورتيك «أنا».
 
****
 
تقرفصتُ وسطَ الطريق، لعلّي أراكِ، هنا «أو أرى من يراكم» هنا قد مشينا معاً، أسائل عنكِ جميعَ العبورِ، يصافحني بعضُهم بالنقود، وهذا الزمانُ زمانُ النقودِ، خذيني إليكِ فما عدت أقوى انتظارَ القوافلْ.
 
****
 
أشكّ بأني الوحيدُ الذي لا يزالُ، خذي كلَّ شيءٍ، أحيليه حبّاً، فكل الدروبِ إليهِ تؤدّي، شددتُ إلى الحبّ، والحب عند الأُلى عاقروه قضيّه، تسير بكلِّ الفصول وتلبس قفطانَها المخمليَّ محجّبةً من عيون الصباحْ.
 
إليكِ كتبتُ قصائدَ تُتلى، وفيك قرأتُ أناشيدَ حبٍّ يحِفّ بهودجها كلُّ شوقٍ، ويهصر في صدرها كلَّ ودٍّ..
 
فماذا ترينَ؟
 
وماذا ترينْ؟
 
****وبي مثلُ ما بكِ، أجثو على ركبتَيّ آسف وألعق أنا لم أقلْ (مثلما قلتُ من قبلِ).
 
كلمةَ حبٍّ..
 
سوى لكِ أنتِ
 
فماذا ترينَ، وماذا ترينْ؟
 
وجئتُ إليكِ بلحظه، وكان الطريقُ طويلا
 
على جبهتي من غبار الطريق علامه.
 
وبي مثلُ ما بكِ
 
كلانا ينوء بحملٍ، يجرّره خطوةً.. خطوةً
 
غيرَ أن الطريق يطول، وطولُ الطريق تُقصِّر عنه الرواحلْ.
 
وقلتِ وداعاً، وكان الجوابُ وداعا
 
وبعثرتُ كلَّ البقايا، سوى دفترِ الذكرياتِ
 
وبي مثلُ ما بكِ، أهرب منكِ إليكِ
 
إلى أن تجيء مسافرتي
 
ترى هل تجيئين أخرى؟
 
وماذا ترينْ؟
© 2024 - موقع الشعر