وما أسالكم عليه من أجر! (قاطع خطيبه) - أحمد علي سليمان

كفكفْ جؤارك ، قد طفتْ براكيني
واسمعْ جوابي وتفصيلي وتبييني

مازلتَ بالهبة الرعناء تربكنا
إن انفعالك عاتٍ غيرُ موزون

فاغضضْ مِن الصوت قد طغتْ نكارته
في كل جرْس توارى نصلُ سِكين

واجلسْ سأسمعُك الجواب في وضح
إن المليك حباني الفقه في الدين

أجري عليه ، لهذا لستُ أرزؤكم
لذا أعيش بتوقير وتمكين

وقانيَ الله ما تحيون مِن مِحن
واللهُ جنبني كيد الشياطين

فاطعنْ غرورك ، إن الناس في شغفٍ
إلى سماع تفاصيل البراهين

ولستُ منسحباً مِن ساح خندمةٍ
إني أتيتُ بسيفٍ جد مسنون

دع التشنج ، واسمعْ ما أقدمُه
وخل عنك أفاعيلَ المجانين

فالفتنة اشتعلتْ ، وأنت مُوقدُها
تفوح جمراً كأشباه القوارين

إن الحديث كمثل الشمس ساطعة
فيم التلاحي بمعلوم ومكنون؟

الله أكبر قد دوت تصد هوىً
وللخطيب بها بأسُ السلاطين

مازال في الناس مَحبوراً يرددُها
هي الدواءُ لأتباع الهوامين

سلاحُنا إن طغتْ في الأرض شرذمة
وعُدة الحرب في لقيا الفراعين

© 2024 - موقع الشعر