وليس التفاح كالحنظل! (اقترح أبناؤه زواجه) - أحمد علي سليمان

هل يستوي العنبُ المعسولُ والشِيحُ؟
هل للحضيض يحن القلبُ والروحُ؟

إني شرقتْ بقول ما سعدتُ بهِ
قولٌ على مِجهر التحقيق تجريح

وما العقوقُ إذا لمّا يكن قولكم؟
هل بين أمّكمُ والدون ترجيح؟

توبيخيَ اليوم شيء مِن جمائلها
والدمعُ في مُهَج الألفاظ مسفوح

لم يَخلُ قلبيَ من حب يتيهُ بهِ
حتى أسير كما تسير بي الريح

لم تقلُ طرحتها يوماً ضفائرَها
وعطرُها بهواء الدار مَجدوح

جلبابها لم يزل في الركن مُنسدلٌ
وبابُ غرفتِها للكل مفتوح

حجابُها دامعُ العينين مبتئسٌ
وخفها من لظى الفراق مذبوح

أنى اتجهتُ أرى أطياف طلعتها
فأذرفُ الدمع ، والمكروبُ مفضوح

في كل ركن لها لمَن يرى أثرٌ
وسعيُها بيننا بالخير ممدوح

واهاً لكم ، خاطري الملتاعُ يشكرُكم
وماءُ بئر الجوى بالرغم منضوح

إن الأيومة كهفٌ سوف أسكنه
إن المُعدّد يُردي عزمَه الشيح

كيلا أرى عِزكم في الوحل منجدلاً
إن اللطيم بذلّ العيش مَجروح

ليرحَم اللهُ أمّاً بُعدُها شجنٌ
إن الدعاء بظهر الغيب ترويح

© 2024 - موقع الشعر